الحلم حق مشروع لكل البشر فمن حق الإنسان أن يحلم كيف ما شاء ولكن قليلة هي الأحلام التي تتجسد على أرض الواقع سيما تلك التي تعتبر مبهرة..في قسنطينة هناك الكثير من المشاريع الكبرى التي كان ينظر إليها على أنها مشاريع أحلام صارت اليوم واقعا على غرار الجسر العملاق والمدينة الجامعية وهي نقاط محسوبة لفائدة المسؤولين المحليين بالولاية وفي مقدمتهم الوالي غير أن خرجة السيد عبد المالك بوضياف الأخيرة وهو"يغافر" لمدعويه من المسؤولين التنفيذيين ورجال الاعلام بمناسبة العيد السعيد رفعت سقف الاحلام الى أعلى درجات عندما قال : " أن قسنطينة تفكر في إنجاز ملعب كرة قدم مشابه لعش الطير..الملعب الاولمبي ببكين عاصمة الصين التي احتضنت فعاليات الألعاب الاولمبية الأخيرة.." صحيح أن الوزير زرهوني أكد بأن الدولة أعطت موافقتها ورصدت الأموال الضرورية لانجاز مركب رياضي دولي ضخم بعاصمة الشرق يتسع لقرابة ال60 ألف متفرج يقام بأعالي عين الباي وتحديدا بمنطقة "الفيراي" الذي تم ترحيل أصحابه صوب الدوامس بعين عبيد على الطريق المؤدي نحوقالمة لكن لم يكن أحدا بما فيه الوزير ذاته يتصور إمكانية إقامة "عش طير "جزائري بقسنطينة قبل مفاجأة الوالي العاشق للأحلام الجميلة والمبهرة.. هل يمكن اعتبار هذه الخرجة هذيان ؟ أم أنها ترتكز على قواعد جعلت الوالي يذهب بمخيلته الى قلب بكين ؟ الحلم مشروع وجميل والواقع يقر كذلك أنه بالامكان بلوغه فالأموال متوفرة والأرضية جاهزة والقرار السياسي كائن وحتى الصينيون يتواجدون بكثرة في بلدنا وهم يشيدون هنا وهناك بسرعة تفوق سرعة الطيور في بناء أعشاشهم لكن ما نخشاها اليوم انطلاقا من عقليتنا كجزائريين التي تختلف كثيرا عن عقلية الصينيين المتمسكون بقيمهم والذين يعرف عنهم حبهم للصين الشعبية والذين أبهروا الأمريكان والأوروبيين بما حضروا له وقدموه في الاولمبياد الأخير فإنه ليس من السهل إقامة "عش طير" ثاني في بقعة أخرى من العالم وما نتمناه فقط أن يجسد مشروع ملعب كبير يليق بمقام قسنطينة ويساهم في تفعيل الحركة الرياضية في بلدنا..فلصينيين عش الطير ولنا الاحلام الجميلة