أثناء زيارتنا لبعض محطات النقل الحضري بالجزائر العاصمة كمحطة أول نوفمبر بساحة الشهداء ومحطة تافورة، لمسنا التجاوزات الكثيرة الممارسة من طرف الناقلين الخواص والعمومين في ظل انعدام الرقابة، مما يجعلهم يمكثون لأوقات طويلة في المحطة والمواقف لغاية امتلاء الحافلة بالركاب المكدسين كالقطيع، متجاوزين بذلك الوقت المحدد لهم، ناهيك عن السباق الذي يجريه الناقلون طيلة الطريق من أجل الظفر بأكبر عدد ممكن من المسافرين معرضين إياهم إلى التهلكة. وما زاد الطين بلة سكوت المواطنين ورضوخهم لأوامر القابض الذي ما إن يصلوا إلى حاجز أمني يأمرهم بالالتصاق جنبا لجنب ليبقى هناك فراغ.. فلا تكتشف الشرطة بأن عدد الواقفين أكثر من القاعدين في الكراسي. في ذات السياق، أبدى لنا بعض المواطنين الذين تحدثنا معهم، عن استيائهم الشديد من تصرفات بعض الناقلين الذين يمكثون لأوقات طويلة في المواقف ضاربين بذلك عرض الحائط راحة المواطن وانشغالاته، بفعل الطمع والجشع الذي سكن قلوبهم فأصبح شغلهم الشاغل كسب المال على حساب راحة المسافر.. فأصبح المواطن يساوي ثمن التذكرة لا غير. وفي ذات السياق أكد لنا أحد المسافرين الذي كان متواجدا بمحطة تافورة عن استغلال القابضين للمواطنين عمدا في الكثير من الأحيان وذلك بعدم إرجاعهم ما تبقى من النقود" الصرف" محتجين بذلك بالنسيان.. دون أن ننسى تلفظّهم ببعض العبارات في غير محلها دون أدنى احترام. ومن جهة أخرى فقد لاحظنا أثناء تجولنا بهذه المحطات الوضعية المزرية التي تعيشها جراء اهتراء وقدم الحافلات التي لا تخضع لشروط النظافة المعمول بها، حيث أوضح لنا بعض المسافرين أنهم يركبونها سالمين ليخرجوا منها بأمراض مختلفة خاصة المتعلقة منها بالتنفس، كما أن العديد من المحطات تعاني من نقائص كثيرة وعلى رأسها تآكل الارضيات الممتلئة بالحفر والتي تعاني من الانزلاقات خاصة في فصل الشتاء، وغياب أهم المرافق الأساسية بها كالواقيات ودور المياه.. مما يزيد من معاناة المسافرين.