وفاقت نسبة التلوث 65 % في هذه البحيرات و100 % بمياه الشواطئ، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر لحماية الثروة السمكية التي أصبحت مهددة بالانقراض في ظل نقص الإنتاج الذي تترجمه أسواق الولاية وارتفاع أسعارها بشكل خيالي بعدما وصل سعر الكيلوغرام الواحد لسمك السردين، الذي كان يعد الطبق الشعبي لكل العائلات، إلى أكثر من 170 دج. وأكد المتحدث، أن هناك كميات ضخمة تقدر بالأطنان من الأسماك أصبحت اليوم تموت في البحيرات وكذا السدود والشواطئ نتيجة غياب المصالح المختصة لتطهير ومكافحة البؤر السوداء والتلوث في المياه، حيث تسبب ذلك الإهمال من قبل المسؤولين والجهات الوصية في هلاك أنواع عديدة من الأسماك بمعظم ولايات الوطن، بولاية ميلة عبر سد بني هارون وسد بوقارة وأيضا بولاية تسمسيلت ووادي شركة بولاية القل وبأكثر من 18 بحيرة متواجدة بولاية سكيكدة التي أصبحت بها الثروة السمكية مهددة بالانقراض بعدما غادرت مياهما وسواحلها دون تحريك ساكن من أي جهة لتدارك الوضعية. وقد زاد هذا الأمر من تعفن الوضع بالولاية التي تشهد بحيراتها يوميا هلاك كميات هائلة من الأسماك من مختلف الأنواع والأحجام والتي كان من المفروض أن توجه للاستهلاك، بالإضافة إلى تلوث بحيرة الزاوية بدائرة بن عزوز بولاية سكيكدة والتي تسببت في هلاك أيضا كميات ضخمة من الأسماك خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان بعدما تم رميها للطيور في الخلاء، رغم أن البحيرة تعد محمية طبيعية، إلا أن نسبة تلوث مياهها بلغت ذروة قصوى في غياب الجهات الوصية عن القطاع ودون أيضا إعداد دراسات لحماية هذه البحيرات التي أصبحت وضعيتها تنذر بالكوارث، خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء، حيث تحمل السيول الجارفة الناجمة من تساقط الأمطار العديد من الأوحال والقاذورات التي ستصب في الوديان والبحيرات والسدود وتتدفق أيضا في الشواطئ وذلك ما سيعجل من هلاك الثروة السمكية مبكرا، خاصة في الوديان والبحيرات الواقعة بمحاذاة المستثمرات الفلاحية التي تتسبب في نقل العديد من المواد الكيماوية ومبيدات الحشرات والتي تتدفق مباشرة في تلك البحيرات والوديان. وأعلن في سياق متصل أن وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية قامت في سنة 2006 بعملية زرع 6 ملايين وحدة سمكية عبر 57 سدا بولايات الوطن بعدما تم استيرادها من دولة المجر، إلا أنه بمجرد وضعها في تلك السدود الملوثة منها سد ميلة، نجم عنها هلاك عدد كبير منها، حيث فقدت شهية التكاثر في تلك المياه المتعفنة بالأوساخ في الوقت الذي ضاعت فيه ملايير الدينارات هباء منثورا على مشاريع لم يحضر لها دراسات مسبقة لطبيعة المياه المتواجدة في تلك السدود والبحيرات في ظل الوضعية الكارثية التي آلت إليها معظم البحيرات والوديان والسدود، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر لوضع استراتيجية محددة من أجل تطهير تلك البحيرات التي أصبحت تعاني من التدهور والتلوث الذي أصبح يرهن تواجد الأسماك بها ويهددها بالانقراض ومن ثمة نقص فادح في هذا المنتوج.