أكد المشاركون في ملتقى وطني حول التغذية احتضنه أول أمس معهد التكوين المتخصص للمنصورة بتلمسان أن التنمية المستدامة "هي الآلية العملية و الاستراتيجية الأكثر نجاعة لضمان الأمن الغذائي". وحسب الخبراء و الأساتذة الجامعيين و إطارات مديرية المصالح الفلاحية الذين نشطوا أشغال هذا الملتقى الإعلامي و التحسيسي المنتظم بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتغذية الذي يصادف 16 أكتوبر من كل سنة فإن الأمن الغذائي يتمثل في تحسين المستوى المعيشي للسكان و ضمان لهم بصفة دائمة غذاء متكاملا و متوازنا. ولن يتأتى ذلك كما لاحظ المتدخلون إلا بتفعيل الآليات المشجعة على رفع مستوى الانتاج و تكثيفه و تدعيمه بالتكنولوجيات و التجهيزات العصرية المتطورة مع تطبيق برامج ومخططات لمحاربة البطالة و ظاهرة الفقر خصوصا بالمناطق الريفية مبرزين في هذا السياق الجهود التي بذلتها الدولة في مجال التشغيل و برامج التنمية الريفية و إنعاش الصناعات التقليدية. وأشار الدكتور "بوجمعة مرسي" من قسم التغذية الزراعية بجامعة تلمسان خلال هذا الملتقى الذي انتظم تحت شعار "تحدي التقلبات المناخية و إنتاج الطاقة من المواد الغذائية" إلى الدور الأساسي الذي تلعبه الدولة في محاربة سوء التغذية و الأمراض المنجرة عنها و التسمم الغذائي عن طريق تنظيم و ضبط دواليب التنمية من جهة و تكثيف عمليات مراقبة الجودة و حملات التوعية من جهة أخرى. ومن جهتها نظمت مديرية الصيد البحري و الموارد المائية لولاية تلمسان بهذه المناسبة بأهم المدن الساحلية مثل هنين و مرسى بن مهيدي و الغزوات محاضرات حول "العوامل المناخية و تأثيرها على التغذية" من تنشيط أساتذة جامعيين. وقد توجت هذه السلسلة من اللقاءات بحفل استقبال على شرف الاطارات و المهنيين للقطاع انتظم اليوم الخميس بمعهد الصناعات التقليدية لبلدية المنصورة حيث تم تكريم الفائزين في مسابقة الصيد القاري التي جرت بسد الازدهار لسيدي "العبدلي" و تنظيم وجبة تذوق سمك المياه العذبة مثل "تيلابيا" و "الشبوط" مع ابراز قيمتها الغذائية وسهولة إنتاجها بالأحواض. وحسب المتدخلين فإن هذه الأسماك تتمتع بنفس القيمة الغذائية لسمك البحر باعتبارها تملك نسبة عالية من البروتين و الفيتامينات إلى جانب أوميغا 3 الواقي من داء السرطان. وقبل التأكيد على إمكانية تكثيف هذه الثروة السمكية بالأحواض و المزرعات المائية لتوفيرها للمستهلك و عرضها في الأسواق بأثمان معقولة.