الكثير يجزم أن كل المشاكل تبدأ وتنتهي عند التعبير وحريته. فالحرية ليست قضية فقط، بل هي الحل، يراها البعض في تحرير المال وتقييد الإنسان وتراها الأكثرية في تحرير الإنسان وتقييد المال وأصحاب المال وفي تقييد أصحاب السلطة. وفي حروف هذه الكلمة كلمات أخرى كثيرة مثل: التعب، وفعلا فقد تعب الناس وتعبت البلاد من الأزمة التي تتكاثر أزمات. وفيها التبر، وهو في عربية قريش تراب الذهب، أو لنقل الذهب الخام، وبلادنا ذهب خام في حاجة ليدي صانع ماهر يصيغها دولة مؤسسات لا يعلى فيها على القانون.. ولا يظلم فيها ضعيف ولا يتجبر فيها قوي .. وهلمجرا من الكلام الديماغوجي الذي هو من اختصاص السياسيين الرسميين وغير الرسميين. وحروف الكلمة فيها أيضا البعير والعير، وفي الحالتين هي الجمال، وهي حيوانات يمكن أن تصوم على شرب الماء لمدة زمنية طويلة.. وهكذا ينبغي أن نكون نحن.. أن نصوم عن حرية التعبير.. إلى.. إلى أن..؟!! ونجد في حروف هذه الكلمة كلمة تربع، مثل قولهم تربع على العرش، ولكن يحضرني هنا قول الشاعر محمود درويش: قصب هياكلنا وعروشنا قصب..!! نحن لسنا دولة ملكية، وأما المِلْكِيّة، سواء ملكية وسائل الإنتاج، بلغة سلطة الأمس الاشتراكية، أو غيرها.. فهذه صارت شرطا من شروط اقتصاد السوق.. الاحتكاري (!!) وقد تربعت على السوق زمرة شرهة وشرسة أحيانا كثيرة.. كما نجد كلمة عَبَرَ، فإلى أين ستعبر البلاد مع الجدل حول العهدة الثالثة.. هل إلى شط الأمان .. تلك أمنية، ولكن كلمة ريب، الموجودة هي الأخرى في حروف كلمة التعبير، تفتح باب الريبة، لاسيما مع التمعن في نتائج تجارب العشرية الأخيرة.