الكثير يفتخر اليوم بما تسربه السلطة عن المليارات التي تكتنزها في خزانة الدولة. ولكن ينبغي الحذر من مسألتين: الأولى هي أن "القيمة الفعلية" لهذه المليارات تتآكل يوما بعد يوم بسبب تقلبات الصرف وبسبب حيل أخرى في سوق العملات وفي أسواق المال. والثاني هو في العجز عن استخدامها وفي انعدام الشفافية بخصوص كيفية استخدام هذه المليارات من الدولارات وهل هي في أمان مما نراه ونسمعه عن اللهث الواضح وراء نهب خزانة الدولة. في حروف هذه الكلمة، إذا ما أعيد تشكيلها، يمكن أن نجد كلمة رتل، مثل القول الذي سمعناه كثيرا خلال شهر رمضان الكريم، ورتِّل القرآن ترتيلا. وواضح من الهمس الدائر في ظهر الحاكم على ألسنة الكثيرين أن الكثير يرتل بحمد ملايين ومليارات الدولارات وأن ما يصل إلى الناس من هذه المليارات قليل وقليل جدا. وقد شهد بذلك أناس كانوا من الأعيان. ويمكن العودة إلى أرقام تطوع بتقديمها أحمد بن بيتور (أنظر جريدة الوطن بالبحث في إسم بن بيتور فقط) عن كيفية استخدام ثمن برميل النفط وكم من هذا الثمن يذهب للجزائريين. كما يمكن بشيء من البحث لكل الجزائريين أن يجدوا الكثير الكثير عن مخاطر استخدام جزء من الأموال العامة في البنوك الدولية وفي الخزانة الأمريكية. أما كلمة مثل آراء، والتي يمكن أن نجدها في حروف الكلمة الأصلية، فإنها توحي لنا أن الذي ينقصنا هو تعدد الآراء وهو وجود سلطة مضادة تحمي أصحاب القرار ومن يعمل لصالحهم من الشطط ومن الغلط ومن الفساد والإفساد ومن تصرفات أصحاب الضمائر الميتة. وتقترح علينا كلمة مثل مات ضرورة التفكير، ليس في قتل، بل فقط في تقييد حب المال عند الكثيرين، خاصة ممن يمكن لهم أن يغرفوا من خزانة الدولة ومن اقتصادها ومؤسساتها.