الحكومة ليست السلطة وهي أداتها.. فقط لا غير !! لكن دعنا نداعب حروف الكلمة وسنرى ما الذي يمكن الخروج به من إيحاءات.. كومة، وهي تكاد تعبر عن نفسها، فكومة الحكومات التي تعاقبت منذ عقدين من الزمن، أعطت كومة قرارات وتشريعات متلاحقة ومتناسخة.. فمن حكومة الميدان للمرحوم مرباح إلى حكومة الإصلاحات لحمروش إلى حكومة قال رئيسها أنه سيبيع حاسي مسعود ثم حكومة قال رئيسها أنه سيطبق اقتصاد الحرب إلى حكومة إعادة الجدولة .. ثم فُتِح قوس لم يغلق بعد لحكومات من دون برامج.. لكن الوقائع أثبتت أن كل الحكومات كانت حكومات {jetablesِِِ }..!! واسم رئيس الحكومة عُدِّل وصار وزيرا أول، وعَدّل تعني في معناها العام أصلح الاعوجاج، لكن الواضح أن الاعوجاج سياسي والتعديل دستوري..!! ونجد أيضا كلمة أكحل، لكن اللون الأحمر ظل هو الطاغي لعشرية أو أكثر ويبدو أن إجراءات الرئيس في إطفاء الفتنة مازالت لم تحقق غاياتها.. وذلك ما كحّل الحياة في نفوس المواطنين.. في كلمة الحكومة، هناك طبعا كلمة الحكم .. وحول الكلمة علامات استفهام كثيرة زادها تعديل الدستور إلحاحا..!! ونجد في الكلمة أيضا كلمات مثل.. موت .. وحلم .. فهل يمكن أن نحلم، والحلم هو الكلمة الوحيدة الغائبة في واقعنا، وفي الوقت الذي صار الموت والحرمان خبزنا اليومي؟!! أما كلمة كتم، فهي تعني الكثير من الأشياء، أولا الكلمة تحمل نكهة الجريمة، مثل القول كتم أنفاسه، كما تحمل معاني تقييد الحرية، وكتم تعني أيضا كتم المشاكل عوضا عن معالجتها وإيجاد الحلول لها، فكم هي المشاكل مازالت معلقة تنتظر الحل؟!! وكتم تعني أيضا خنق، وخنق التعبير السياسي لتوجهات الرأي، لا يعني أبدا التخلص منها، والمشكلة أن بعض التيارات السياسية تمارس عملية الخنق ضد بعضها البعض، فاللائيكيون (العلمانيون) لديهم رغبة جامحة معبر عنها في طرد خصومهم من الساحة بكتم الأنفاس وخنق التعبير السياسي عن قناعاتهم، وذلك ما يود بعض خصومهم أيضا فعله معهم.