قلل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، من حجم الاحتجاجات أمس التي نظمها بعض مناضلي الحزب الذين قدموا من بعض قسمات الجزائر العاصمة وفضل الحديث عن موضوع تعديل الدستور الذي قال عنه أنه "تعديل أولي جزئي ومحدود، في انتظار التعديل المعمق الذي سيعرض على الشعب في مرحلة قادمة". قال عبد العزيز بلخادم، أمس، خلال اللقاء الذي جمعه بأمناء المحافظات لولايات الوطن أن "الدستور مازال يحتاج إلى تعديل معمق يرجع الاستفتاء عليه للشعب، لكن هذا لن يكون، حسبه، إلا بعد الفصل في الانتخابات، حيث سيسعى الجميع للعمل من أجل ضمان عهدة رئاسية ثالثة للرئيس بوتفليقة"، موضحا أن حزبه "متفهم لهذا القرار الذي اتخذ استجابة لظروف استعجالية معينة"، مذكرا أن الأفالان "حسم هذا الأمر منذ أزيد من عامين". وأوضح الأمين العام للهيئة التنفيذية للحزب بأن حزبه اقترح تعديل بعض أحكام الدستور، خاصة فيما يتعلق بازدواجية القضاء والأغلبية الموصوفة في اتخاذ القرار والعلاقة بين رأسي السلطة التنفيذية وكذا مبدأ صون الحريات الفردية والجماعية. وقال بلخادم إن لقاء اليوم "سيخصص للوضع النظامي لهياكل الحزب استعدادا للاستحقاقات القادمة؛ حيث طلب من المسؤولين المحليين الإسراع في استكمال عملية الهيكلة في بعض القسمات والمحافظات التي عرفت انسدادات وماتزال تعاني من تجميد نشاطاتها واصفا إياها أنها "عادية ولا تستدعي الانزعاج" وذلك بتنظيم جمعيات عامة في أقرب الآجال. وقد دخل بلخادم مقر الحزب بحيدرة على وقع احتجاجات قسمات كل من براقي، الكاليتوس، بوروبة ودالي ابراهيم التي جاء مناضلوها لرفع شكوى للمسؤول الأول عن الحزب كونها ماتزال تعاني من مشاكل تنظيمية ولم يتم الفصل بعد في قيادتها الشرعية ولم يتم عقد جمعياتها العامة". وأعلن بلخادم عن استدعاء الهيئة التنفيذية للحزب تحضيرا لاجتماع المجلس الوطني وذلك قبل نهاية نوفمبر الحالي. كما أعلن أنه سيجمع أعضاء كتلة حزبه في كل من المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة في غضون أسبوع واحد لتقديم التوجيهات اللازمة بشأن المرحلة القادمة. وذكر المتحدث أن "حزبه سينظم ندوة تخصص لموضوع تعديل الدستور وذلك بإشراك كفاءات ومختصين في الموضوع، داعيا المحافظين إلى الاستمرار في التكوين السياسي للمناضلين على المستوى المحلي بتكثيف تنظيم المنتديات والندوات حول المواضيع التي تشغل الساحة الوطنية، بالإضافة إلى العمل على ربط العلاقة والعمل على بقائها واستمرارها بين المنتخبين والناخبين". وفي الأخير، أوضح بلخادم أنه جاء اليوم "للاستماع إلى كل أمناء المحافظات الذين سوف يقدمون عرضا عن الوضعية النظامية لمحافظاتهم بما في ذلك الانخراطات الجديدة والبطاقية وتوزيع الصلاحيات في الهياكل المحلية للحزب".