اختتمت سهرة أمس الأول الأربعاء في جو بهيج فعاليات المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية السطايفية في طبعته الثانية التي احتضنته دار الثقافة هواري بومدين تحت الرعاية السامية لوزيرة الثقافة ووالي ولاية سطيف، وقد أسفرت نتائج التسابق في فوز 12 إسم من شباب هاوي ومحترف تمكنوا من إقناع لجنة التحكيم التي ترأسها بلبل الأغنية السطايفية الفنان القدير سمير بلخير المعروف بإسم سمير السطايفي. ففي ظروف تنظيمية جيدة تم الإعلان عن أسماء الفائزين بالمهرجان بعد ستة أيام من التسابق فوق خشبة دار الثقافة التي تداول على ركحها حوالي 60 فنان وفنانة، تحصل في الأخير 12 مترشح على جوائز المهرجان، فيما اختارت اللجنة شابا هاوي لمنحه جائزة اللجنة، وانطلق حفل اختتام المهرجان الذي حضرته السلطات المحلية للولاية بعرض شيق للفرقة الفلسطينية "سراب" للرقص القادمة من أرض المقدس أمتعت الجمهور برقصات فلكلورية شرقية في ملحمة غنائية بعنوان "باب الواد" وهي عبارة عن محطات في ذاكرة القضية الفلسطينية التي دخلت عامها الواحد والستون، وللإشارة فإن الفرقة الفلسطينية المكونة من شباب أنشئت في سنة 2005 قد جالت المدن الجزائرية منذ 28 أكتوبر المنصرم بمختلف أعمالها الفنية التي تحمل رسالة تهدف إلى جمع شعوب العالم نحو تبني القضية الفلسطينية. وفور نهاية العرض الفلكلوري الفلسطيني الذي تفاعل معه الجمهور الغفير الذي غصت بهم قاعة دار الثقافة، تم تقديم تقرير لجنة تحكيم المهرجان أين تم الإعلان عن التغيير الذي طرأ في الجوائز التي كانت محدودة ب6 جوائز وأصبحت 12 بعد أن تناصف كل الفائزين في المراتب نظرا لتقارب الآداء واستحالت الفصل بينهم حسب ما جاء في تقرير اللجنة، ليوضح بعدها الأعضاء المعايير المعتمدة في تحديد هوية الفائزين بالطبعة الثانية والتي تركزت على الأداء القوي والتحكم في الإيقاع من جهة، والحضور من خلال السيطرة على اللحن وانسجامه مع الفرقة الموسيقية من جهة أخرى فضلا عن اختيار الكلمات التي كانت النقطة الفاصلة بين المتنافسين، فيما أوصت اللجنة في ذات السياق بتكفل أكبر بالشباب الهاوي من خلال إنشاء معهد موسيقي يقوم بصقل تلك المواهب، ليعلن بعدها مباشرة أسماء الفائزين الثلاث عشر والتي عاد فيها لقب فارس الأغنية السطايفية في صنف الهواة مناصفة بين شنيتي فتحي وعماد باشا، فيما فاز بالجائزة الثانية لنفس صنف المنافسة للثنائي قوادرية صليحة ومحجوبي حورية، بينما تحصل كل من بن عيشة فيصل وعبيد نور الدين على الجائزة الثالثة لصنف الهواة، وبعد تمتع الجمهور بآداء الفائزين بمختلف الجوائز في صنف الهواة، أعلن عن النتائج النهائية في صنف المحترفين الذي عاد فيها لقب فارس الأغنية السطايفية لكل من عبد اللونيس اليمين وفيصل رحماني، لتعود الجائزة الثانية للثنائي خليل بن دريس وأحمد صوان، فيما أختتم جوائز المرتبة الثالثة للمحترفين بكل من حمزاوي عماد أمير ومحمد بن زيدان، كما عادت جائزة لجنة التحكيم إلى إبن مدينة المسيلة الهاوي بلعايب نذير، ليختتم بعدها المهرجان على إيقاع الأغنية السطايفية بأصوات ولا أروع من المحترفين أصحاب الجوائز الأولى لهذه الطبعة. وقد أبدى الجمهور السطايفي والعائلات المتوافدة طيلة ستة أيام كاملة من عمر المهرجان عن سعادتهم وتشجيعه لمثل هذه المبادرات التي تهدف إلى زرع أجواء الفرح في الجزائر، ورفع الغبن عليه.