شرع الله العبادات والشعائر لحكم عظيمة وغايات جليلة ، فهي تزكي النفوس، وتطهر القلوب، وتقرب العباد من ربهم جل وعلا، وهناك معانٍ مشتركة تشترك فيها جميع العبادات، كما أن هناك معانٍ خاصة تختص بها كل عبادة على حدة، ومن هذه العبادات العظيمة عبادة " الحج " الركن الخامس من أركان الإسلام والتي أوشكنا أن نعيش في رحاب أيامه العطرة المباركة فما يبقى إلا أيام قليلة ويظلنا شهر ذي الحجة المبارك بنفحاته الكريمة ،ويبدأ ضيوف الرحمن في التوافد إلى بيت الله ملبين نداء المولى جل وعلا راجين عفوه ورضاه .. وللحج حكمٌ وأسرار ومعان ينبغي للحاج أن يقف عندها، وأن يمعن النظر فيها، وأن يستشعرها وهو يؤدي هذه الفريضة، حتى يحقق الحج مقصوده وآثاره ، فالحج من أعظم المواسم التي يتربى فيها العبد على تقوى الله عز وجل، وتعظيم شعائره وحرماته. وكانت البداية مع الدكتور مبروك عطية -من كبار علماء الأزهر- والذي أوضح لنا انه يلزم على من ينوى الحج أن يكون مستعدا له مادّياً ومعنوياً وذلك من خلال القيام بقضاء ما ضيع من حقوق الله الواجبة من صلاة و زكاة و صوم و كفارات و نذور لازمة والتخلص من تبعات العباد و رد المظالم المتعلقة بدماء الناس و أموالهم و أعراضهم.وعليه كتابة الوصية ويوضح فيها ما له و ما عليه ويشهد عليها اثنين وعليه أن يتوب من المعاصي و الذنوب توبة نصوحاً . وعليه أيضاً أن ينتقى نفقة طيبة من مال حلال لتسديد مصاريف الحج من حيث التنقل والمأكل والمشرب والمسكن ، قال صلى الله عليه و سلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ) ، كما قال حبيبنا المصطفى : ( إذا خرج الرجل حاجاً بنفقة طيبة، و وضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء : لبيك و سعديك، زادك حلال، و راحلتك حلال، و حجك مبرور غير مأزور ، و إذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة، فوضع رجله في الغرز فنادى : لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام ونفقتك حرام و حجك غير مبرور ). ويقول الدكتور عبد المعطي بيومي عميد كلية أصول الدين : إذا عزم المسلم على الحج عليه أن يستكمل إجراءات السفر ويتوكل على الله ولا يتردد.، قال تعالى: "فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين". وخلال الرحلة على الحاج أن يستحضر في قلبه دائما عظمة الخالق عز وجل ويتذكر انه قادم عليه وراجع إليه وأنه محاسب علي الصغيرة والكبيرة ومجزي بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءا فما أشبه هذه الرحلة بالرحلة إلى دار الآخرة. وعلى المسلم أن يتعلم مناسك الحج حتى يؤديها علي وجهها المشروع، ولا يتردد في الاستفسار عن أي شيء مهما كان صغيراً .