الارتفاع المحسوس في أسعار اللحوم البيضاء و حبات البيض على حد سواء أدى إلى استياء المواطنين الذين أبدوا قلقهم من هذه الزيادة المفاجئة بكامل أسواق الطارف التي شهدت مؤخرا عزوف العديد من المواطنين عن اقتناء هذا النوع من اللحوم و الذي يعتبر أكثرهم في متناول فئة أصحاب الدخل الضعيف و الذين استبدلوا أكل اللحوم الحمراء بالبيضاء نظرا لثمنها الذي كان يتراوح ما بين 160 و180 دينار للكيلوغرام خلال الأيام الماضية، في حين أحدثت أسعار البيض مفاجأة هذا الموسم حيث قفز قفزة فريدة من نوعها، في الوقت الذي وصل فيه سعر البيضة الواحدة إلى 12 دينارا بعدما كان لا يتعدى ال 08 دنانير فقط. المشكل هذا أرجعه التجار في تصريحاتهم إلى تجار الجملة الذين رفعوا من السعر الذي كان متداولا قديما، الأمر الذي دفعهم كذلك الزيادة في الأسعار كخطوة حتمية لتفادي الخسائر سواء تعلق الأمر منها في أسعار البيض أو الدجاج الذي قيل أنه يباع هو الآخر لدى تجار الجملة بأكثر من 220 دينار للكيلوغرام الواحد، في الوقت الذي لم يتعد سقف ال 120 دينار خلال الشهور الماضية. الأمر أرجعه بعض تجار التجزئة إلى مشكل المضاربة و انعدام الرقابة على مثل هذا النوع من التجارة و هو ما سيؤدي حتما إلى عزوف الفئة المعتادة على تناول هذه المادة، خاصة بعدما عرفت أسعار اللحوم الحمراء هي الأخرى ارتفاعا محسوسا. يحدث كل هذا بالرغم من تواجد العديد من مستثمرات تربية الدواجن عبر العديد من جهات ولاية الطارف و الوفرة المسجلة في هذا القطاع نتيجة انتهاجها لمخطط التنمية الريفية الذي شرع في تنفيذه انطلاقا من سنة2000. وأمام استمرار هذا الوضع مع تبادل الاتهامات بين تجار الجملة و التجزئة، يبقى المواطن البسيط بالطارف هو المتضرر الأول و الأخير.