سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعرضت إلى الانتقاد عندما أرسلت طلبة مصريين لإجراء تكوين بالمعهد العالي للموسيقى في الجزائر مدير أوركسترا الشباب العربي الدكتور فوزي الشامي لل "الفجر"..
وبعد دورة دمشق عام 2006 ودورة ألمانيا 2007، يلتقي الشباب العربي هذه السنة في الجزائر ليستمر صوت الأوركسترا واحداً يتحدى مواجع السياسة واتجاهاتها المختلفة... "الفجر" وأثناء التدريبات المكثفة التي يشهدها مبنى المعهد الوطني العالي للموسيقى بالعاصمة الجزائرية، التقت المسؤول الفني والإداري لأوركسترا الشباب العربي الدكتور فوزي الشامي، فكانت لنا هذه الجلسة الهاربة من النوتات الموسيقية. أوركسترا الشباب العربي هذه الواجهة الثقافية الحضارية من دمشق إلى ألمانيا إلى الجزائر.. ما هو جديد دورة الجزائر؟ نسعد كثيراً بوجودنا في الجزائر وبين شعبها الذواق، ونشكر وزارة الثقافة الجزائرية التي تستضيفنا في هذه الدورة وكذا المعهد العالي للموسيقى وعلى رأسهم الطلبة الجزائريين الشباب الذين يحملون استعداداً كبيراً لخدمة هذا الفن.. وتبعاً لمسيرة أوركسترا الشباب العربي في دورتها الثالثة نتواجد بالجزائر وهذا في حد ذاته جديد؛ حيث نقلنا الأوركسترا من المشرق إلى المغرب العربي، بمشاركة عدد من الدول العربية وهي الجزائر ومصر والمغرب وتونس والسودان والكويت وسوريا والعراق وفلسطين والأردن.. كما سنحتفي ببوجمعة مرزاق ومحمد إقربوشن وهما مؤلفان موسيقيان قدّما الكثير للموسيقى السيمفونية الجزائرية والعربية. احتضنتم الجزائر قبل هذه الدورة من خلال تقديمكم للمؤلف الجزائري سليم دادة في دورة ألمانيا. ما هو انطباعكم حول واقع الموسيقى الكلاسيكية في الجزائر؟ لا أشك في القدرات الجزائرية أبداً.. بل على العكس أنا من أكثر المؤمنين بالطاقات الجزائرية في هذا المجال وهذا ما دفعني لإرسال عدد من الطلبة المصريين لإجراء دراسة أكاديمية بالمعهد العالي الموسيقي الجزائري وتعرضت آنذاك لبعض الانتقادات لأن العادة في الوطن العربي هي توجه الطلبة إلى مصر وليس العكس ولكنني أكدت أن الجزائر تملك طاقات ممتازة لاسيما المعهد العالي للموسيقى.. وقد لاحظت هذا كذلك في جولة الاستماع التي أجريتها في شهر سبتمبر الفارط والتي قادتني إلى عدد من المعاهد الجهوية المتوزعة في ربوع الجزائر مثل باتنة والبويرة ووهران.. والجميل في هذا البلد أن كل ولاية تملك معهدا للموسيقى، كما أن المشرفين عليهم من المؤطرين البارعين الذين درسوا في بلدان أوروبية ويملكون حبا كبيرا لمهنتهم. ما مدى اعتناء أوركسترا الشباب العربي بالتراث العربي وتكييفه في نطاق سيمفوني؟ شخصياً أعتقد أن المؤلف الموسيقي يمكنه كتابة أعمال جديدة في صياغة من صياغات الأوروبية وعلى حسب تركيبة الأوركسترا السيمفونية ولكن بروح شرقية عربية وهذه هي صعوبة الصنعة وفي الوقت ذاته قوته وسر اختلافها عن الغرب، لهذا من الجيد أن نترك التراث في صورته الأولى لأنها جميلة كما هي وأصيلة على طبيعتها وطبيعة آلاتها وتركيبتها الموسيقية.. وهذه وجهة نظري قد لا يوافقها البعض وقد ينجح البعض في اقتباس التراث غير أني أعتقد أن الروح الشرقية هي الأساس في العمل وهي ذاتها التي صنعت التراث. بعد مسيرتكم الطويلة في الفن الراقي.. هل تؤكدون أنه فن نخبوي، وأمام العاملين عليه الكثير من التحديات للوصول به إلى الطبقة الشعبية؟ نعم هناك تحديات كثيرة ملقاة على عاتق جميع العاملين في هذا الفن والفنون الأخرى من دون إهمال دور الإعلام .. ولذا نتأسف كثيراً حين نلاحظ أن آليات نقل هذا الفن غير موسعة؛ بل محدودة جدا وغير قادرة على نقله إلى عامة الناس، وهنا يكمن الإشكال الحقيقي. وأعتقد أن البحث عن قنوات إرسال إعلامية مثلا ستساهم في تقريب هذا الفن إلى العامة وبالتالي الانغلاق في فئة النخبة يعود بالأساس إلى الإعلام الذي يعتقد أن الفن الكلاسيكي فن نخبوي وهذا غير صحيح لأن الإنسان العربي ذواق جدا فهو عندما يستمع إلى الموشحات كيف لا يستمع إلى بيتهوفن وموزار؟؟. ومن جانب أخر نحتاج إلى طاقات كبيرة تعمل في هذا المجال، كما يجب أن تساهم المشاريع الهادفة في تقريب هذا الفن إلى الجمهور ومن أجل هذا فكرت منذ زمن طويل في هذه الأوركسترا الخاصة بالشباب العربي.. لأنها تخلق نوعا من الترابط الاجتماعي أولاً ثم التوحد الفني.. لأن العرف ضمن جوق سيمفوني يختلف تماماً عن العزف في أي مكان أخر.. الأوركسترا هي ذلك الكل الذي لابد أن يؤدي كل فرد دوره بالدقة المطلوبة..والحمد لله لقد تحققت الفكرة وأنا سعيد جداً بالشباب العربي المبدع في هذا المجال. بعد سنتين من التعامل مع قائد الأوركسترا "فالتر" الألماني، ستتعاملون في هذه الدورة مع قائد أوركسترا جزائري.. ؟؟ نعم سيكون قائد الأوركسترا هذه المرة عربيا والمتمثل في شخص رشيد صاولي.. وهذا من الأمور الجديدة التي نريد تثبيتها لأنها أوركسترا عربية وللجزائر فيها نصيب كبير؛ فبالإضافة إلى قائد الأوركسترا نصف عدد الطلبة هذه الدورة هم جزائريون.. كيف وجدت الطلبة الجزائريين؟؟ أولا، لابد أن نعرف أن نصف العدد لا يمثل طلبة العاصمة الجزائرية فقط وإنما مدنها الداخلية.. وأثناء زيارتي لكل من باتنة ووهران والبويرة، أبهرني واقع التعليم الموسيقي في الجزائر فهو موزع على كامل الجزائر وليس مقتصرا على العاصمة والأهم أن مستوى طلبة المدن الداخلية لا يقل البتة عن العاصمة.. الحقيقية أنا سعيد بالتوزيع العادل لفرص التعليم الموسيقي في الجزائر. وهذا يحيلنا إلى واقع التكوين.. في زمن مضى كانت البعثات نحو أوربا وروسيا تساهم في التلقي الصحيح لهذا التراث العالمي. ما هو الواقع اليوم وهذه البعثات في تقلص مستمر؟؟ ولكن هذا جميل.. يمكن القول أننا نملك اكتفاءً ذاتيا.. وهذا راجع إلى الأساتذة الذين تكونوا في البلدان الأوروبية ولكنهم عادوا إلى بلدانهم وقدموا كامل جهدهم في تكوين الشباب الجديد.. أعتقد أن المشكلة ليست في التكوين بقدر ما هي في حب العمل. من خلال رغبتكم في توحيد الصوت الموسيقي العربي ماذا تقولون للسياسة العربية؟ نحن نسعى إلى التوحد لأن الاوركسترا نوع من التوحد ولو في شكل فني. نحن نعيش في مجتمعات متفككة ومتبعرة ولا يكاد يضمنا شيء وإذا كانت الفن سيضمنا فهذا جميل لأن التوحد في المجال الفني لا يختلف كثيرا عن السياسة.. وهي دعوة للتوحد في المجالات الأخرى.. ماذا ستعزف الأوركسترا في هذه الدورة..؟ بالإضافة إلى تقديم أعمال المؤلفين الجزائريين لبوجمعة مرزاق ومحمد إفربوشن، ستقدم التراث العالمي وهناك أعمال مميزة؛ حيث ستكون الافتتاحية لروسيني وهي بعنوان "إيطالية في الجزائر" وعمل أخر هو عبارة عن سويت أو متابعة وكذا عمل للمؤلف "مندلسون"، وهو عبارة عن مقطوعة موسيقية لآلتي الكلارينيت، سيقوم بها طالب سوداني وآخر مصري بمصاحبة الأوركسترا الوترية.