يستضيف المعهد الوطني العالي للموسيقى من 18 إلى27 نوفمبر الجاري فعاليات الدورة الثالثة لأوركسترا الشباب العربي الفلهارموني التي تكرم فنانين جزائريين متميزين هما محمد اقربوشن وبوجمية مرزاق. أوركسترا الشباب العربي الفلهارموني ترمي الى جمع أكبر عدد ممكن من الطلبة العرب لانجاز عمل مشروع فني ثقافي عربي مشترك كبير يكون بمثابة واجهة حضارية عربية أمام دول العالم، إضافة الى كونه فرصة كبيرة للارتقاء بالمستويات الفنية والعلمية للطلبة ومشروعا يوطد العلاقات الثقافية والاجتماعية والإنسانية فيما بينهم، علاوة على جعله سبيلا للتعاون الثقافي والفني تبادل الخبرات بين المعاهد والجامعات وكذا الأكايدميات العربية، حيث تتكون الأوركسترا هذه من طلبة نصفهم جزائريون ونصفهم الآخر من جنسيات عربية مختلفة لتجسد بذلك أحد رموز التوحد العربي المنشود. الدورة الثالثة برمجت بالجزائر بعد اقتراح من مؤسس ومدير أوركسترا الشباب العربي الفلهارموني الدكتور محمد الشامي، وستحمل العديد من المحطات الإبداعية أهمها التدرب طوال عشرة أيام على برنامج لتكريم اسمين فنيين جزائريين تركا بصماتهما على المشهد الموسيقي هما محمد إقربوشن وبوجمي مرزاق، وهو التكريم الذي سيحتضنه المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" يوم الخميس السابع والعشرين نوفمبر الجاري. وتعد أوركسترا الشباب العربي الفلهارموني حالة من التوحد والتضامن، ففي صيف 2006 كان مولد أول أوركسترا عربي، جمع قرابة مائة فتى وفتاة من شباب مختلف الدول العربية، بعد أن كان حلما يراود عددا من الموسيقيين العرب ليكون نوعا من التوحد الحضاري في مواجهة التفكك والتفرقة المسيطرة على عالمنا اليوم. وهو أيضا محاولة لإيجاد حالة من التضامن وتوطيد العلاقات الوطنية الحميمية بين الشباب العربي، كما أنه يمثل وحدة وطنية فنية ثقافية تجمع شبابا من مختلف أرجاء الوطن العربي الكبير. أقيمت الدورة الأولى لهذه الأوركسترا في العاصمة السورية دمشق عام 2006، التي اختيرت لكونها مركزا ثقافيا هاما في المنطقة العربية - ووقوفا الى جوارها ودعما لها بسلاح الثقافة والفن ضد ما كانت تواجهه آنذاك ومازالت من ضغوط وتهديدات خارجية، وتزامنت هذه الدورة أيضا مع العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية وفلسطين في منتصف شهر. الدورة الثانية للأوركسترا احتضنتها جامعة بون الألمانية، حيث قدمت حفلها الأول في افتتاح مهرجان شومان الدولي ثم افتتحت المهرجان الدولي للشباب المبدع بمدينة بايرويت، كما قدمت حفلا بمدينة شتايناخ بافاريا الألمانية أيضا لاقت عروض الأوركسترا والتي تضمنت مقطوعة "أشواق" للمايسترو الجزائري سليم دادة تجاوبا ونجاحا كبيرين بشهادة وسائل الإعلام. ويلتقي أعضاء هذه الأوركسترا من الشباب كل عام لمدة ثلاثة أسابيع في إحدى البلدان العربية حيث تقام لهم ورش عمل على يد أساتذة متخصصين وعمل تدريبات جمعية للأوركسترا بقيادة أحد القادة المعروفين استعدادا لتقديم عدد من الحفلات العامة للجمهور على المسارح الكبيرة بهذا البلد مع القيام بجولة فنية بدول عربية أخرى، وتقدم الأوركسترا في عروضها أعمالا من التراث العالمي وكذلك أعمال أوركسترالية لمؤلفين موسيقيين عرب - كما سيقدم العازفين الصوليست والمؤلفين من الشباب، كما تشارك الأوركسترا في المحافل والمسابقات والمهرجانات الدولية والعالمية لتكون واجهة ثقافية حضارية عربية أمام العالم.