- أقسم بالله العلي العظيم ثلاثا سأفضح المستور قريبا - أحداث 5 أكتوبر 1988 وراءها نافذون في السلطة.. أعداء الإصلاحات - الحكومة المؤقتة أرسلت جواسيس من ضباط فرنسا لتضييق الخناق على القاعدة الشرقية * احتضن، أول أمس، المركز الجامعي بالطارف فعاليات ملتقى المجاهد الراحل عمارة العسكري، أحد أعمدة القاعدة الشرقية، حضره عدد هائل من الطلبة والأسرة الثورية والمواطنين ونشّطه عدد من الشخصيات الوطنية، يتقدمهم الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد الذي تحدث ولأول مرة لمدة ثلاث ساعات دون توقف عن الكثير من المواقف المثيرة التي كانت طابوهات غير قابلة للتوغل في حيثياتها وخباياها، بحكم واجب التحفظ والسرية الذي يقتضيه منصبه الحساس. الرئيس الأسبق، على غير عادته، تحدث بجرأة غير متناهية عن الملف الغائب عن كتابة التاريخ، بهجومه على الحكومة الجزائرية المؤقتة التي حمّلها مسؤولية العداء للقاعدة الشرقية بإرسالها جواسيس من ضباط فرنسا -حسبه- باعتبار أن هذه الهيئة لم تكن ترغب في إنشاء هذه القاعدة التي شكلت محورا أساسيا في استراتيجية الثورة على الحدود من خلال الدعم اللوجيستيكي لجيش التحرير الوطني بإدخال الأسلحة وإنشاء أكبر مستشفى للثورة وكانت تحتضن الآلاف من كبار شخصيات الثورة الفاعلة ورموزها. ودعا الشاذلي إلى إعادة النظر في كتابة تاريخ الثورة، حيث باعتباره كان قائد فيلق، فقد أشار إلى الخلافات العميقة التي ميزت العلاقات بين الحكومة الجزائرية المؤقتة وقيادة القاعدة الشرقية. وفي إطار (تفريغ قلبه) كما قال، تبرأ بن جديد من التهمة الموجهة إليه بالتآمر والمشاركة في الانقلاب العسكري على نظام هواري بومدين، بالتواطؤ مع قائده الطاهر زبيري، مكذبا أي محاولة في هذا السياق.أما عن أحداث الخامس من أكتوبر الشهيرة التي وقف عندها الشاذلي طويلا، فقد نفى أن تكون عفوية وتلقائية، بل حمّل مسؤوليتها إلى أطراف في السلطة كانت تستفيد من الريع حركت الشارع باتجاه اعتراض الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي أعلنها الشاذلي، باعتباره المشرف على هذه الإصلاحات التي قال عنها إنه كان يستهدف من ورائها وضع حد للشرعية الثورية وحكم الحزب الواحد وتسليم المشعل إلى الجيل الجديد من شباب الاستقلال، وأقسم بالله ثلاثا أنه سيفصح عن المستور قريبا، فقد آن الأوان -كما قال- للكشف عن خبايا وخفايا مسيرته منذ ثورة التحرير إلى قيادته الحكم طيلة 13 عاما والانفتاح السياسي التي أتى به دستور 1989 مع بعض التحفظ على بعض النقاط التي يتطلبها واجب السرية كرئيس دولة، واصفا الحزب الواحد بالنظام الفاسد.في حديثه عن التعديل الدستوري، أعاب الشاذلي محاولات انتهاك حرمة الدستور بالعمل على تغييره والمساس به في كل مرة، واصفا النظام البرلماني بالأحسن والأنسب للشعب الجزائري، باعتباره يجسد علاقة الثقة بين الحاكم والمحكوم ويكرس التمثيل الديمقراطي الحقيقي عكس النظام الرئاسي. وقد بدا الشاذلي وهو يسترسل في تدوين عناوين الحقائق التاريخية الكبرى مكررا والله العظيم أقول الحق، غاضبا على الوضع، مهددا بإزاحة القناع عن الكتمان الذي مارسه سنوات طوال، رغم الألسن الحادة التي هاجمته في كل مناسبة دون أن يرد. ويبدو أن مذكرات الرجل التي ستنشر قريبا من شأنها إعادة الأوضاع إلى نصابها وتزيح الكثير من الغموض والالتباس الذي طبع فترة حكمه.