دعا، أمس، رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كل الشركاء الاجتماعيين والمهنيين، إلى ضرورة احترام النظم الداخلية للمؤسسات الجامعية، مؤكدا أن تنظيم الحرم الجامعي وصونه من جميع مظاهر العنف والسلوكات الخاطئة هو من أولويات مشروع ميثاق الجامعة الذي شرع في تجسيده على أرض الواقع لأول مرة في تاريخ الجامعة الجزائرية. وأضاف حراوبية، خلال إشرافه على افتتاح أشغال تنصيب لجان العمل الأربعة المشتركة بين وزارة التعليم العالي والشركاء الاجتماعيين والمهنيين، التي ستعنى بملفات نظام التعويضات والمسارات المهنية للأساتذة والباحثين، إضافة إلى ملف السكن وملف الميثاق الجامعي، أن هذه المبادرة الأولى من نوعها ستمنح الفرصة لتدارك النقائص وتجنب تنامي الإنحراف في هذا القطب الهام، والذي قد يستغل للمساس بالوقار العلمي والأكاديمي. واعتمد المسؤول الأول للقطاع على إشراك جميع المنظمات الطلابية والنقابات بهدف بلورة النقاش والخروج بتوصيات تخدم كافة الأطراف المعنية، خصوصا فيما تعلق بالمراحل الصعبة التي مرت بها بعض الجامعات، آخرها مقتل الأستاذ الجامعي بجامعة مستغانم والذي كان على يد طالب لديه.. حيث صرح الوزير في هذا الشأن بأنها حالة شاذة، إلا أنها حسب قوله "لا تعتبر وليدة الصدفة، وإنما هي نتيجة ترسبات كبيرة، أدت إلى انتهاج مسار بعيد كل البعد على ما يتعين أن تكون عليه الجامعة". ومن أجل إعداد أمثل للمشروع استعانت الوزارة بمركز البحث والانثروبولوجية والثقافة بوهران، حيث سيكون بمثابة أرضية لبناء الميثاق الجامعي. وفيما يتعلق بملف التعويضات قال حراوبية، إنه في صدد دراسته من خلال العمل مع الأسرة الجامعية ليكون جاهزا لدى الإتمام من إصدار كل القوانين الخاصة لمختلف القطاعات. أما عن المسار المهني للأساتذة والمهنيين، فقد أكد أن الترقيات والتوظيف سيكون في شفافية تامة بدليل إشراك كل الشرائح المعنية. في حين صرح في شأن ملف السكن أن 6500 سكنا الذي أقره رئيس الجمهورية قد تم الشروع في إنجازها، وستسلم بنزاهة وعدالة لكل الفئات العاملة على مستوى الوزارة، بعد أن تم تقييم مواصفاتها والتي توجبت أن لا تقل المساحة عن 120 متر مربع. حسب دراسة لمركز البحث والانثروبولوجيا 27 بالمئة من الطلبة يتعرضون للتحرش الجنسي من قبل الأساتذة عملت وزارة التعليم العالي، بالاستعانة بمركز البحث والانثروبولوجيا والثقافة بوهران، على إنشاء أرضية بناء مشروع الميثاق الجامعي الذي سيشرع في أشغاله في 17 ديسمبر المقبل حسب نقابة الكناس، ومست هذه الدراسة كبريات المؤسسات الجامعية في الجزائر. ومن بين المواضيع المطروحة في الدراسة، قضية التحرش بمختلف أنواعه، حيث خلصت الدراسة إلى أن 27 بالمئة من الطلبة يتعرضون للتحرش الجنسي من قبل الأساتذة، فيما يتعرض 44.6 للتحرش اللفظي، أما 33.2 بالمئة فكانت للتحرش المعنوي. ويرى المستجوبون أن الطلبة يعاملون باحترام من الأساتذة بنسبة 66 بالمئة، مقابل 26 بالمئة صرحوا أن أساتذتهم يعاملونهم باللامبالاة.