ذهبت الجزائر بعيدا في الالتزام باتفاقية أتاوا حول تدمير وتخزين وتحويل الألغام المضادة للأفراد، حيث تم أول أمس، بميدان الرمي بمنطقة ضاية البخور بدائرة حاسي بحبح 300 كلم جنوب غرب العاصمة، تدمير 1000لغم كمرحلة أولى من 9030 لغم لتبقي الجزائر على 6000 لغم لأغراض الاكتشاف والتدريب. وتأتي هذه العملية استجابة لمطلب بعض المنظمات الغير حكومية، بالإضافة إلى نية الجزائر في تجسيد كامل توصيات اتفاقية أتاوا. وقد حضر هده العملية وفد دبلوماسي من عدة دول بالإضافة إلى ممثلين عن بعض المنظمات الغير حكومية • وتجدر الإشارة أن اتفاقية حظر استعمال وتخزين ونقل وإنتاج الألغام المضادة للأفراد وتدميرها دخلت حيز التنفيذ في 18 سبتمر 1997 واعتبارا من 1 جويلية 2006 كان عدد الدول الأطراف في اتفاقية حظر الألغام 122 دولة حكومة، وذلك خلال اجتماع تم بأتاوا خلال شهر ديسيمبر من سنة 1997 وقد وصل الى 151 حكومة، في حين تبقى 40 دولة خارج هده الإتفاقية وترى كل الدول الموقعة على هده الإتفاقية بما فيها الجزائر أن حظر الألغام هو الإطار المثالي والوحيد القابل للتنفيذ من أجل تحقيق عالم بدون ألغام. وقد أدت الإتفاقية والجهود المبذولة العالمية الرامية إلى ازالة الألغام المضادة للأفراد الى نتائج معتبرة تفسر مدى جدية الدول في الذهاب الى إزالة هذا الخطر المحدق بالإنسان، وبلغ مجموع ما دمرته الدول الأطراف أكثر من 39•5 مليون لغم أي حوالي 700000 لغم إلى غاية 2005 وتعتبر الجزائر من الدول القليلة جدا التي انتهت من تدمير مخزونها من الألغام، ولا زالت الألغام الأرضية تشكل تهديدا كبيرا ومستمرا. وقد حدد مرصد الألغام ما لايقل عن 7328 ضحية جديدة خلال سنة 2005 أي بزيادة 720 ضحية عن سنة 2004 ويبقى هذا الرقم مرتبط أساسا بالحالات المعلن عنها إلا أن التقديرات ما زالت تشير إلى سقوط 15000 إلى 20000 ضحية وهده الأرقام تمثل إشارة قوية على ما تمثله الألغام من خطورة، إلا أن مرصد الألغام حدد عدد الضحايا ب 264000 والذين أصيب غالبيتهم في فترة التسعينيات من القرن الماضي. من جانب آخر تحتفظ 69 دولة من مجموع 151 التي تشكل دول الأطراف بأكثر من 227000 لغم مضاد للأفراد لأغراض البحث والتدريب، وذلك بموجب نص الإستثناء الممنوح في المادة رقم 3 من اتفاقية أتاوا من بينها الجزائر التي دمرت من ديسمبر 2004 إلى ديسمبر 2005 عدد 150050 لغم مضاد للأفراد من أنواع مختلفة في 12 حدث تدمير على مدى سنة، وكان رئيس الجمهورية السيد عبدالعزيز بوتفليقة قد أشرف على إحدى هذه التدميرات بميدان الرمي بحاسي بحبح خلال 2005 كما أسند للجزائر منصب الرئيس المشترك للجنة الدائمة للمساعدة على إزالة الألغام والتوعية بمخاطرالألغام من ديسمبر 2004 إلى ديسمبر 2005 .. وقد اكتشف الجيش الوطني الشعبي في الفترة ما بين نوفمبر 2004 إلى مارس 2006 190858 لغما مضادا للأفراد وقام بتدميره. وتجدر الإشارة أن الجزائر من الدول القليلة جدا التي لم تشهد أي ضحايا وحوادث خلال تدميرها للألغام عبر كامل المراحل، حسب تصريح المكلف بالإتصال على مستوى الناحية العسكرية الأولى بالبليدة المقدم قرعيش سليم •