قام بعض الإخوة بتوزيع دعوة على الطلاب لصيام يوم الخميس والدعاء للإخوة في فلسطين عند الإفطار، وذلك نصرة لهم، وقد لاقت هذه الدعوة من بعض الإخوة السلفيين رفضا شديدا كما قام أحدهم بنزع ما يقابله من هذه الدعوات الملصقة على الحائط، بحجة أن ذلك مخالف شرعيا لأنه لا يجوز نصرة المسلمين بالصيام حيث لم يرد ذلك عن النبي ولا السلف•• فهل فعله وقوله صحيح أم ماذا؟ إخواننا المسلمون من أهل غزةبفلسطين الآن يتعرضون للإبادة الجماعية، فقد تفردت بهم إسرائيل بآلتها العسكرية العملاقة فأعملوا في بلادهم الهدم والتدمير وفي أشخاصهم القتل والتنكيل ليموت من يموت ويبقى من يبقى خائفا رعديدا، يعيش مستسلما صاغرا، لا يفكر في مقاومة ولا يأمل في تحرير أرضه، وحسبه أن يعيش كما يعيش الأنعام وإلا ففي باطن الأرض متسع للجميع• وهيهات أن تكسر إرادة إخواننا من أهل الشام، وكيف لا، وقد جاء في السنة عن تحديد الطائفة المنصورة قوله صلى الله عليه وسلم: "هم ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس"•• والدعاء لهذه الفئة المباركة أن يمكنها الله من رقاب أعدائها وأن ينصرها عليهم أقل ما يمكن تقديمه لهم، وهو دعم لا يسع أحدا تركه، فهو لا يكلف إلا حسن التوجه إلى الله، ولإجابة الدعاء شروط وآداب، إذا تخلفت فلا تنتظر إجابته، وقديما قال سيدنا عمر: إني لا أحمل همّ الدعاء، ولكني أحمل همّ الإجابة• ولوأخلص الناس في دعائهم والتزموا شروط تحقق الإجابة لتغيرت الدنيا، وهل كان نصر المسلمين ببدر إلا ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشدة تضرعه إلى الله وحسن لجوئه إليه• فإذا كان المقصود من الصيام أن يقتنص الصائم فرصة إجابة الدعاء فيدعو لإخوانه المستضعفين وهو صائم ، ليكون ذلك أدعى إلى القبول، وأرجى للإجابة، فهذا أمر حسن محمود ولا شيء فيه، لأن الإنسان مطالب أن يوقع دعاءه في الأوقات الفاضلة، ومنها الصوم. وقد علم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما أراد أن يدعو على رعل وذكوان جعل ذلك في صلاته، في محل القنوت، فذلك أرجى قبولا. فما قام به هؤلاء الإخوة دعوة مباركة، ينبغي أن يستجاب لها•