ثمنت الأحزاب السياسية قرار وزارة الداخلية والجماعات المحلية القاضي بالترخيص لتنظيم مسيرات شعبية، للتنديد بالمجازر الصهيونية في غزة، وهذا بعد الطلبات المتكررة التي تقدمت بها تشكيلات سياسية ومنظمات وطنية وجمعيات منذ بداية العدوان• وجاء قرار وزارة الداخلية الأول من نوعه، بعد خرق مجموعة من المواطنين يوم الجمعة الماضي، لقانون حظر المسيرات الصادر سنة 2001 تبعا للمسيرة التي نظمتها تنسيقية العروش بالعاصمة شهر جوان لنفس السنة وما نجم عنها من عنف وتخريب، حيث خرج آلاف المواطنين من مسجد المؤمنين ببلكور وآخر بالقبة بعد صلاة الجمعة في مسيرات باتجاه شارع حسيبة بن بوعلي، رغم محاولات قوات الأمن التحكم فيها دون منعها• وقد وصفت حركة مجتمع السلم قرار وزارة الداخلية بالجريء، حيث أكد العضو القيادي في حمس، عبد الرزاق مقري، أنه قرار يمكن من توحيد الموقف بين السلطة والشعب الجزائري بخصوص ما يقع بغزة• وأضاف أن حركة مجتمع السلم تلقت القرار بارتياح كبير، وهي التي كانت السباقة للمطالبة بتنظيم المسيرات لنصرة المقاومة بغزة والتنديد بالعدوان المسلط على الشعب الفلسطيني• وفي رده على سؤال "الفجر" الخاص بالآليات التي وضعها الحزب لمنع أي انفلات خلال المسيرات، أشار إلى أن المناضلين سيحرصون على توعية المواطنين وتأطيرهم الجيد حتى تكون المسيرات سلمية وناقلة لشعارات المساندة لسكان فلسطين• وعن البرنامج الذي سطره الحزب في هذا الشأن، أشار مقري إلى أن المناضلين سيخرجون في مسيرات سلمية تأخذ شكل تجمعات وتكون محدودة من بعض المساجد على مستوى ساحة الشهداء، البريد المركزي، وساحة أول ماي، بالإضافة إلى مسيرات أخرى انطلاقا من المساجد الكبرى بالولايات مباشرة بعد صلاة الجمعة• من جهته، أكد رئيس حركة الإصلاح الوطني، محمد بولحية، ل "الفجر"، أن الترخيص لتنظيم مسيرات للتنديد بالعدوان الإسرائيلي جاءت متأخرة، حيث كان من المحبذ لو تزامنت مع الأيام الأولى للعدوان، خاصة وأن الجزائر كانت من الدول التي تعرضت لمختلف أنواع القمع خلال مجازر 8 ماي 1954 التي سقط فيها 45 ألف قتيل• بالإضافة إلى هذا، فإن الشعب الجزائري ساند الثورة الفلسطينية منذ 1936 خلال الثورات المتعاقبة بالأراضي المقدسة• وأشار إلى أن حركة الإصلاح الوطني برمجت مسيرة انطلاقا من مسجد مدينة مستغانم نظمها الأمين العام، جهيد يونسي، في انتظار برمجة مسيرات أخرى مستقبلا• حركة النهضة وعلى لسان نائبها، مسعودي خليفة، رحبت بالقرار وسارعت إلى تنظيم مسيرة نهار أمس بعد صلاة الجمعة من ولاية ميلة لدعم المقاومة الفلسطينية والتنديد بالانتهاكات التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي• وتجدر الإشارة إلى أن حزب العمال كان أيضا من بين التشكيلات السياسية التي طالبت وزارة الداخلية والجماعات المحلية بالترخيص للشعب الجزائري بالتعبير عن مواقفه تجاه الانتهاكات المرتكبة بقطاع غزة من خلال الخروج في مسيرات شعبية•