ويسود اعتقاد لدى أغلب المحتفلين بهذه الذكرى أن الثمار التي لا يتم جلبها في هذه الليلة ستحرم منها العائلة طيلة السنة، وتغيب عن البيت البركة، لهذا يحرص رب العائلة على أن تكون كل الغلات موجودة في الليلة 13 التي يباركها أبناء مازيغ ويقدسونها. وتظهر بعض العادات المشتركة التي لا يخلو بيت واحد من ممارستها وتوريثها للأجيال، والتي تناقلتها هي بدورها من أسلافها، كاقتناء كل أنواع الثمار والفواكه والمكسرات والحلويات وخلطها كلها في قصعة كبيرة تفرغ محتواها على أصغر فرد في الأسرة متمنين له طول العمر والخير الوفير. وتهرع النساء لوضع الحناء للأطفال الذين يفرحون بالهدايا والمأكولات المصنوعة خصيصا لهم. كما تكثر الدعوات والزيارات في تلك الليلة، ويغتنم البعض فرصة التقاء الأقارب والأحباب لإحياء حفل ختان الأولاد. والمناسبة فرصة لتبادل التهاني والأمنيات بالعام الجديد عل الطريقة الأمازيغية "أسوفاس أمفاز"، كما تحضر فيها أكلات شعبية خاصة تعكس طابع كل منطقة. فالشاوية وسكان الأوراس لا يفرطون في تحضير "الزريرة".. وهي كيفية تقليدية مصنوعة من الروينة والعسل حسب ما أفادت به السيدة نايلة ل" الفجر" إضافة إلى طبق الشخشوخة الشهير بالمنطقة. أما عائشة والتي تنحدر من إحدى ولايات الغرب، فأكدت ل "الفجر" أن سكان الغرب يطبخون طبق الكسكس بالمرق الأحمر، إضافة إلى "الحريرة" الخضراء المشهورة بتلمسان، كما لا ينسى التلمسانيون توزيع بعض الهدايا الخاصة بهذه المناسبة على أطفالهم بمناسبة دخول العام الأمازيغي الجديد. التوارق يحتفلون على طريقتهم وذلك بالاحتفالات الجماعية التي يبرمجون فيها رقصات شعبية تحت أنغام صحراوية تصنع فيها "تيكلا" وهو خبز ثقيل يطهى بحرارة الرمال. أما أمازيغ شنوة فيصنعون الخبز العشبي من بعض الأعشاب التي يلتقطونها في البراري كالنعناع والفليو والريحان، إضافة إلى طبق "الكور" أوباللغة الأمازيغية "ايكورن" أو "تكربابين" كما تدعى في مناطق لأخرى. وتتزين موائد سكان تيبازة الساحلية وشرشال بطبق الكسكس بالسمك حسبما ذكرته أم الخير الساكنة بمنطقة الداموس، في حين يفضل أمازيغ القبائل الكبرى وبجاية أكلة " ثيشوفثين" وطبق"ثاسفوروتس" وهي عبارة عن كسكس بالخضار وزيت الزيتون.. حيث يحرصون على أن تكون سبعة أنواع من الفواكه الجافة على حد تعبير "كايسة". وحسب السيدة أمينة فإن العاصميين يفضلون طبق "الرشتة" و"التليتلي" بالخضار في كل المناسبات التقليدية والدينية بما فيها رأس السنة الأمازيغية، إلا أن هذه السنة "راحت البنة " تقول المتحدثة بسبب إخواننا المعذبين بغزة والذين نتمنى أن ترفع عنهم آلة الموت الإسرائيلية.