كشفت مصادر مطلعة من حركة مجتمع السلم أن المكتب الوطني طلب من قياديين في حركة الإخوان المسلمين العالمية عدم التدخل في المستقبل بشأن ما كان يعرف ب "مساعي الصلح"، معتبرة القضية "ملفا مغلوقا وتم الفصل فيه على مستوى المجلس الشوري الوطني"• أكد، أمس، أعضاء قياديون من حركة مجتمع السلم أنه "تقرر الشروع في تنصيب اللجان الجهوية التي ستتكلف بمهمة الصلح على مستوى جميع ولايات الوطن، حيث وجه المكتب الوطني تعليمات لأعضاء المكاتب الولائية قصد التكفل بهذه المهمة من خلال الاتصال بالقياديين المحسوبين على كتلة التغيير وفتح النقاش معهم"• وقال أعضاء قياديون من المكتب الولائي للجزائر العاصمة إنه "لحد الآن لم يتم بعد تشكيل هذه اللجنة وتم التطرق إلى موضوعها خلال اجتماع المجلس الشوري الولائي نهاية الأسبوع الفارط، حيث اقترح البعض تشكيلها في أقرب الآجال، على أن يتم خلال الأيام القليلة المقبلة تحديد مهامها وصلاحياتها"• ولم يخف هؤلاء القياديين أن "تعليمات القيادة الوطنية تشير إلى ضرورة الاتصال بأعضاء مجموعة التغيير كل على انفراد وبعيدا عن الرسميات"، إذ تراهن حركة مجتمع السلم على عامل الوقت لعودة الجميع إلى جادة الصواب، وهذا ما تم العمل به على مستوى مختلف الولايات التي تشهد انقسامات بين الكتلتين المتصارعتين، حيث لجأ العديد إلى اعتماد خطة ربح الوقت في محاولة لجلب المزيد من المتذمرين• ولم يخف نفس القياديين أن "المجلس الشوري الولائي للجزائر العاصمة عرف في دورته الأخيرة المنعقدة نهاية الأسبوع عودة العديد من الأعضاء الذين كانوا محسوبين على جناح عبد المجيد مناصرة، بينهم رئيس كتلة الحركة في المجلس الولائي للجزائر، بوعلام ظريف، الذي عاد إلى المجلس الشوري الولائي بعد قراره بمقاطعته سابقا "• وستكون مهمة اللجنة الجهوية للوسط أصعب مهمة، على اعتبار أن القياديين الذين يشكلون كتلة التغيير يتمركزون في غالبيتهم بولايات الوسط، على غرار الجزائر العاصمة، بومرداس، البليدة، تيبازة، المدية والأغواط، وهي ولايات ماتزال تحظى فيها كتلة التغيير بالأغلبية، رغم أن مكاتبها الولائية توجد تحت سيطرة القيادة الحالية• وبالنسبة لرفاق عبد المجيد مناصرة، فإن "مساعي الصلح مع اللجان الجهوية لا تحتاج إلى تفعيل، كون المشكل لا يطرح مع القيادات الولائية، خاصة أن غالبية الأعضاء مستعدون للاستجابة لدعوة هذه اللجان الجهوية، لكن سوف لن تتمكن من القيام بأية خطوة إلى الأمام، لأن المشكل الحقيقي مطروح مع رئيس الحركة أبو جرة سلطاني"•