ذكرت مصادر مطلعة من حركة مجتمع السلم أن "مجموعة من قياديي الحركة قاموا الأيام القليلة الماضية بمراسلة رئيسها أبو جرة سلطاني في محاولة منهم لإقناعه بضرورة العدول عن كل القرارات المتخذة وتغيير أسلوب التعامل مع القياديين لتفادي تأزم الوضع أكثر في الحركة"• وأضافت نفس المصادر أن "هناك تراجعا في مواقف هؤلاء القياديين على غرار السيناتور فريد هباز، الطاهر زيشي والحاج سليمان الذين قاموا بمراسلة رئيس الحركة من أجل العمل على إقامة الصلح" معتبرين الرسالة "بمثابة رسالة نصح"• ولم ينف السيناتور فريد هباز إقدام مجموعة من القياديين على مراسلة رئيس الحركة، حيث قال أمس في اتصال هاتفي مع "الفجر" أنه "تمت مراسلة رئيس الحركة في إطار النصح"، حيث يؤكد أنه "تقليد معمول به على مستوى هياكل الحركة بالنظر إلى الوضع الذي آلت إليه السنوات الأخيرة"• وتعرف الأزمة التي تعيشها حركة مجتمع السلم تفاعلات كبيرة انعكست سلبا على مشاركة الحركة في مداومات المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، حيث وجدت حركة أبو جرة سلطاني نفسها في موقف حرج أمام أحزاب التحالف الرئاسي بسبب رفض غالبية العناصر الالتحاق بمديريات الحملة• ولم يجد أبو جرة سلطاني من وسيلة للفصل في هذا الصراع القائم قبل وبعد المؤتمر الأخير للحركة سوى التأكيد مؤخرا أن "المجلس الشورى الوطني اتخذ ست قرارات، حيث تم الاتفاق على طي ملف الصلح نهائيا بتشكيل أربع لجان فرعية تتولى المهمة لمدة شهر آخر على مستوى الولايات من أجل الاستمرار في مسعى لم الشمل وإعادة الجميع إلى جادة الصواب"• وفضّل أبو جرة سلطاني إلقاء المهمة على عاتق القيادات الولائية، حيث أكد أن "هؤلاء هم أبناء الحركة ولا يمكن نكران ما قدموه لها وقاموا بهجرة البيت وعليهم بالعودة إلى الصفوف"، رافضا أن يتسبب "في إقصاء أي قيادي أو مناضل خلال فترة توليه رئاسة الحركة"• وكانت لجنة الصلح سعت من قبل إلى تقريب وجهات نظر الطرفين المتصارعين وحملت العديد من المقترحات إلى الجانبين قامت بعرضها خلال سلسلة من اللقاءات، وفي مقدمة هذه الاقتراحات التحاق ثلاثة عناصر جديدة بالمكتب الوطني للحركة، بينهم عبد المجيد مناصرة والحاج عزيز الطيب، بالإضافة إلى إعادة انتخاب جميع المكاتب الولائية التي توجد محل نزاع بين الطرفين• وبالنسبة للجنة الصلح التي كان يرأسها عبد الحميد مداود وساعده في المهمة الوزيرين إسماعيل ميمون ومصطفى بن بادة وكذا القياديين جعفر شلي، بوبكر قدودة والشيخ عكالي، فإن "المساعي كانت إيجابية وكانت جد متفائلة بنتائجها وبنجاح المبادرة التي قامت بها من أجل لم شمل أبناء وقياديي الحركة"، قبل أن تصطدم بجدار آخر حال دون الوصول إلى الهدف المنشود•