اتهمت المعارضة اليمينية التي تخوض غمار الفترة التمهيدية للانتخابات الرئاسية القادمة 2017، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بشن حملة انتخابية وضربة إعلامية إشهارية، عقب تنقله إلى شمال البلاد بمخيم كاليه، المعروف بالأدغال، حيث يرقد، حسب آخر الإحصائيات، قرابة 10 آلاف مهاجر و7 آلاف حسب تصريحات فرانسوا هولاند، في ظروف جد متدهورة أسالت الكثير من الحبر وأرهقت كاهل الحكومة والسلطات المحلية لمدينة كاليه. ووعد فرانسوا هولاند، نهار أمس، الذي زار المخيم لأول مرة منذ تربعه على عرش الإليزيه سنة 2012، بأنه سيتم تفكيك مخيم كاليه بشكل كامل ونهائي قبل نهاية السنة، بغية توفير مراكز إيواء واستقبال محترمة تليق بكرامة المهاجرين، وذلك من خلال توزيعهم على مختلف البلديات الفرنسية البالغ عددها 36 ألف بلدية، بعدما سبق له وأن وقف السبت الماضي على أحد المراكز المخصصة لاستقبال اللاجئين بوسط فرنسا. كما حمّل هولاند السلطات البريطانية مسؤولية جزء من الوضعية المزرية التي يعانيها مخيم كاليه، مطالبا إياها بأخذ بعين الاعتبار حصتها على الأقل من الجانب الإنساني والمشاركة في حل هذه المأساة، مشيرا إلى خروجها من الإتحاد الأوروبي قائلا "إن اتخاذ قرار سيادي لا يعني بالضرورة أنها في حل من التزاماتها تجاه فرنسا". واعتبرت المعارضة اليمينية التي تنتقد بشكل واسع الحكومة الاشتراكية حيال معالجتها لقضية المهاجرين واللاجئين، حيث قال صباح أمس، رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جون بيار رافارين المقرب من آلان جوبيه عبر أثير إذاعة "فرانس أنفو"، إن فرانسوا هولاند لطالما تحفظ على هذه القضية الحساسة ولم يتطرق إلى الملف منذ الوهلة الأولى، ولم يهتم به شخصيا. وعندما دق جرس الانتخابات، تقدم هولاند إلى الواجهة لوضع اليد على مجموعة من المسائل الحساسة، منها قضية حركى الجزائر، الذين كرمهم نهار أول أمس وأمس، وملف اللاجئين والوضع في كاليه: "حقا إنها ضربة إعلامية فقط وسط حملة انتخابية محضة، وكأن الانتخابات الرئاسية هي التي تسير شؤون البلاد".