تشهد ولاية تمنراست حركية تنموية كبيرة في مختلف القطاعات ضمن البرامج التي سطرتها الدولة لفائدة هذه الولاية من أقصى الجنوب الكبير بغرض ترقية الظروف المعيشية لسكان هذه المنطقة من البلاد. وقد أولت الدولة عناية خاصة لهذه الولاية التي تعتبر أكبر ولاية من حيث المساحة التي تقدر بأكثر من 557.906 كلم بالنظر إلى ما تتمتع به من موقع جغرافي واستراتيجي . وتبعد ولاية تمنراست عن الجزائر العاصمة بمسافة 2.000 كلم وتقع على ارتفاع 1.380 مترا عن سطح البحر ويصل عدد سكانها إلى حوالي 180 ألف نسمة. واستفادت هذه الولاية في الفترة الممتدة بين سنتي 1999 و2009 من غلاف مالي تجاوز 118 مليار دينار وجه لتجسيد العديد من العمليات التنموية في مختلف القطاعات و البنى التحتية بهدف تطوير واقع التنمية المحلية و تعزيز جهود فك العزلة عن هذه المنطقة. وفي إطار المخطط الخماسي الجاري (2010-2014) رصد لها غلاف مالي قدره 243.9 مليار دينار والذي سيساهم دون شك في إعطاء نفس جديد لجهود التنمية المحلية مما سيضمن تحقيق مؤشرات مستقبلية جيدة في كافة الأصعدة بهذه الولاية. وفي إطار البرنامج التكميلي فقد استفادت هذه الولاية أيضا من غلاف مالي قدره 11.628 مليار دينار خصص منه 475 مليون دينار لقطاع الفلاحة والري في حين خصص 362 مليون دينار لقطاع الخدمات المنتجة ومن بينها إنجاز محطة برية بمركز الحياة بآراك على بعد 400 كم من مقر الولاية والربط بشبكة الألياف البصرية لكل من مناطق إيفرغ وهيرفوك وأمقيد ومرتوتك وربطها أيضا بشبكة الهاتف النقال. ولعل من أهم المشاريع التنموية الكبرى التي استفادت منها هذه الولاية خلال السنوات الأخيرة مشروع تزويد سكان مدينة تمنراست البالغ عددهم أكثر من97 ألف نسمة بمياه الشرب إنطلاقا من منطقة إن صالح على مسافة 750 كلم وهو المشروع الضخم الذي تطلب غلافا ماليا قدره 197 مليار دينار. ويعد هذا المشروع الذي يوصف بمشروع القرن الذي أشرف رئيس الجمهورية في شهر أبريل المنصرم على تدشينه واحدا من بين التحديات الكبرى التي رفعتها الدولة في مجال التنمية المحلية بهدف التكفل بواحدة من أهم الاحتياجات الأساسية للمواطن بهذه الولاية الجنوبية والمتمثلة في التكفل وبشكل نهائي بإشكالية التزود بمياه الشرب . وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا المشروع الحيوي يراهن عليه أيضا بخصوص دوره في إعطاء دفع قوي للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية بولاية تمنراست من خلال بعث الأنشطة الصناعية و الاستثمارات المختلفة التي من شأنها أن تضمن آفاقا تنموية واعدة والتي سيكون لها انعكاسا ايجابيا ومباشرا على الأوضاع المعيشية للسكان. وقد سمح هذا المشروع الهام برفع نسبة الربط بشبكة التموين بالمياه الشرب بعاصمة الأهقار والتي قفزت من 15.8 في المائة إلى 95 في المائة وذلك ما يعكسه إنجاز 468 كلم من شبكة التزويد بمياه الشرب .كما عرفت بدورها نسبة الربط بشبكة الصرف الصحي زيادة من 41.22 في المائة إلى 91 في المائة وذلك بإنجاز 306 كلم من شبكة الصرف الصحي. كما تم التركيز في مجال الأشغال العمومية على تطوير شبكة الطرقات باعتبارها الشريان الحيوي الذي تحتاج إليه التنمية الاقتصادية و الاجتماعية بهذه الولاية الحدودية البعيدة. ويبرز في هذا الإطار الطريق العابر للصحراء الذي يعتبر من المشاريع الكبرى الهامة والذي من شأنه المساهمة في فك العزلة عن الجنوب الكبير.وكان رئيس الجمهورية قد أشرف في شهر أبريل المنقضي على تدشين جزء من هذا الطريق الذي يمتد على مسافة 420 كلم . وجرى خلال العشرية الأخيرة إنجاز شبكة كبيرة من الطرقات بولاية تمنراست تمتد على مسافة 404 كلم بالنسبة للطرقات الوطنية و 84 كلم من الطرقات الولائية إضافة إلى أكثر من 40 كلم من الطرقات البلدية. وفيما يخص إعادة تأهيل وتهيئة شبكة الطرقات فقد تم خلال نفس العشرية إعادة الاعتبار لما يفوق 1.433 كلم من الطرقات الوطنية و 42 كلم من الطرقات الولائية على مستوى إقليم الولاية. وفي مجال الإسكان تم إنجاز في نفس الفترة 2.724 وحدة بصيغة السكن الاجتماعي الإيجاري إضافة إلى 192 وحدة من السكن الاجتماعي التساهمي و 6.228 وحدة من نمط السكن الريفي. وبخصوص التغطية بطاقتي الكهرباء والغاز فقد سجلت ولاية تمنراست زيادة في نسبة التغطية بالكهرباء ارتفعت من 68 في المائة إلى 98 في المائة وذلك بربط 9.200 سكنا بالكهرباء في حين سجلت نسبة الربط بالغاز الطبيعي 12 بالمائة حيث تم ربط 4.000 سكن بشبكة التموين بالغاز الطبيعي . وفيما يتعلق بتمدرس التلاميذ فقد سجلت هذه الولاية زيادة في نسبة التمدرس خاصة بالنسبة للأطفال في سن ما بين سن 8 و15 سنة حيث ارتفعت هذه النسبة من 79 إلى 91.20 بالمائة. كما تدعمت شبكة الهياكل المدرسية بإنجاز العديد من المؤسسات التعليمية والتي تتمثل على الخصوص في 20 مدرسة إبتدائية و15 متوسطة و 6 ثانويات و 59 مطعم مدرسي و 7 داخليات. وتم أيضا إنجاز هياكل جديدة في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بقدرة استيعاب تصل إلى 2.000 مقعد بيداغوجي إضافة إلى إنجاز إقامة جامعية بطاقة 1.000 سرير فضلا عن إنجاز مكتبة ومطعم مركزيين لفائدة الطلبة الجامعيين. ومن أجل ضمان تكفل أفضل بالحاجيات الطبية للمواطنين فقد بذلت جهود كبيرة لتعميم الخدمات الصحية حيث يسجل ارتفاع في خدمات الرعاية الصحية لفائدة سكان المنطقة . وقد ارتفع معدل التكفل من 5.474 شخصا في المرافق الإستشفائية إلى 8.551 شخصا . وساهمت العيادات المتعددة الخدمات الخمس التي أنجزت في نفس الفترة بالإضافة إلى فتح مركز صحي جديد في تحسين عملية التكفل الصحي عبر بلديات الولاية. ومن جهته حقق قطاع الشباب والرياضة بولاية تمنراست إنجازات عديدة والتي يتمثل بعضها في 8 مركبات رياضية جوارية وبيتين للشباب ومخيم شباني كبير ومسبح نصف أولمبي. ويرتقب أن يساهم المخطط التنموي الحالي وإلى آفاق 2014 في إنجاز المزيد من المنشآت والمشاريع في مختلف القطاعات من بينها ما يتعلق بجانب التكفل الصحي حيث ينتظر تحقيق زيادة في عدد المستشفيات التي سترتفع إلى أربعة هيئات إستشفائية. كما سيرتفع عدد قاعات العلاج إلى 16 قاعة في حين سيقفز عدد المراكز الجوارية للصحة إلى 60 مركزا على مستوى إقليم الولاية مما سيضمن ذلك نسبة واسعة في التغطية الصحية . كما ينتظر أن يسجل قطاع التربية زيادة في عدد المنشآت التعليمية في مختلف الأطوار حيث ستسمح المشاريع المسجلة ضمن نفس المخطط برفع عدد المدارس الإبتدائية من 137 مدرسة حاليا إلى 147 مدرسة وعدد المتوسطات سيرتفع من 33 إلى 39 متوسطة كما سيقفز عدد الثانويات من 14 إلى 19 ثانوية فيما ينتظر أن تصل نسبة التمدرس إلى آفاق 2014 حوالي 92.5 بالمائة . وفي ما يخص الحظيرة السكنية لولاية تمنراست فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد وحداتها إلى نحو 53.523 وحدة سكنية بمختلف الصيغ مما سيساهم في الإستجابة لطلبات السكن عبر الولاية.