سلط المشاركون في ملتقى لندن حول فرص الاستثمار و الأعمال في دول شمال إفريقيا الذي نظمته جمعية الشرق الاوسط"ميدل ايست اسوسييشن"امس الثلاثاء بالمعهد الجيوغرافي البريطاني الضوء على المؤهلات التي تتوفر عليها المنطقة بتدخلات عديدة،مما اثار اهتمام جد متزايد من الجانب البريطاني خاصة على الجزائر و المغرب و تونس و ليبيا. و قصد ترقية المبادلات بين المملكة المتحدة و دول المغرب العربي ابرز السيد"رونالد سبيرس"المدير العام لجمعية"ميدل ايست اسوسييشن"لدى افتتاح الندوة أن"الديناميكية التي تعرفها بلدان المغرب العربي تشجع معظم الدول الاوروبية التي تعاني من الأزمة الاقتصادية للتعاون مع دول هذه المنطقة في مختلف المجالات بالنظر إلى الموارد الطبيعية التي تزخر بها هذه البلدان و استقرارها السياسي و كذا فرص الأعمال التي تتوفر عليها". و شارك في هذه الندوة سفير الجزائر بالمملكة المتحدة و ايرلندا السيد"اعمر عبة"اضافة الى بعض الاكاديميين من المعاهد المختصة بالمملكة المتحدة مع عدد كبير من الخبراء من الدول المشاركة يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية . و من جهته قال الوزير البريطاني المكلف بالطاقة و التغيرات المناخية اللورد مارلند خلال هذه الندوة ان سياسة حكومة دايفيد كامرون تعمل على تطوير و تمتين العلاقات مع دول المغرب العربي و ذلك على جميع الاصعدة التي من شانها تطوير المبادلات التجارية و الاقتصادية. من جهتها أكدت رئيسة مجلس الاعمال الجزائري البريطاني السيدة"أولغا مايتلاند"أن الجزائر تعرف قفزة نوعية في اجندتها التنموية بالنسبة للسنوات القادمة داعية المتعاملون البريطانيون الى المشاركة بقوة في السوق الجزائري . من جانبه قال السيد"رشيد سكاك"المدير العام ل"اش اس بي سي"الجزائر ان هذه الاخيرة تمثل سوقا واعدة و هامة بالنسبة للاستثمارات البريطانية موضحا ان ادارته قامت بفتح ثلاثة فروع على المستوى الوطني الى حد الان كل من الجزائر-وهران-و سطيف. من جانبه اوضح السيد أحمد مشراوي مستشار وزير الطاقة و المناجم خلال كلمة القاها في هذه الندوة ان الجزائر لديها مقاربة واضحة على المدى الطويل لتوسيع و تطوير برنامج الطاقات المتجددة مؤكدا ان ما تبحث عنه الجزائر في هذا المجال هي التكنولوجيا و الخبرة بدليل ان مفتاح النجاح في كل شراكة يكمن اساسا على مبدأ الفائدة المشتركة في اي عمل مشترك. و اضاف ان الجزائر تعتزم أن تكون طرفا فاعلا هاما في انتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية و الحرارية و ينبغي على المؤسسات البريطانية المشاركة في هذا الجهد التنموي..موضحا انه بفضل هذا البرنامج ستمثل الطاقات المتجددة 40 بالمائة من انتاج الكهرباء في حدود 2030. وأكد العديد من المتدخلين خلال هذا الملتقى ،الذي عرف مشاركة كبيرة و متنوعة من رجال أعمال برطانيين و اكاديميين من بلدان شمال افريقيا...على ابراز كل متدخل على اهمية بلده عن المشاريع التنموية التي تزخر بها كل دولة على حدى. و عكف المشاركون في هذه الندوة على دراسة العديد من مجالات التعاون على غرار الطاقة و الطاقات المتجددة و المالية و الخدمات و الصناعة حيث تم تنظيم ثلاث ورشات حول هذه المواضيع. و تكمن أهمية هذا اللقاء حسب أغلبية المتدخلين في ثراء النقاش و تنوع المواضيع المطروحة للنقاش و نوعية التدخلات من حيث الجانب التقني. كما ارتكزت النقاشات التي تلت المداخلات على حول الطاقات المتجددة في الجزائر حيث حظي برنامج الطاقات المتجددة التي أعدته الحكومة اهتمام البريطانيين. و يتعلق هذا البرنامج بوضع طاقة متجددة تقدر بحوالي 22000 ميغاواط بين سنتي 2011 و 2030 منها 12000 ميغاوطا لتغطية الطلب الوطني من الكهرباء و 10000 ميغاواط للتصدير. و في الاخير اجمع رجال الأعمال البريطانيين ممن لديهم خبرة في السوق الجزائرية للصحيفة اللندنية الالكترونية"الجيريا برس اونلاين"ان الإستقرار السياسي اصبح حافزا للمساهمة في المخططات التنموية التي تعرفها الجزائر.