محللون: حفتر يحاول ضرب مصداقية الجزائر لدى فرقاء ليبيا فتح المشير خليفة حفتر للحديث باب الحديث مجددا عن علاقته بالجزائر، أين زعم هذه المرة بأن بلادنا واحدة من أربعة دول دعمته أثناء حرب بنغازي شرقي ليبيا، وهي ادعاءات وإن كانت بحسب مراقبين تتجه في سياق تلطيف الأجواء مع الجزائر عقب تصريحاته النارية مؤخرا، إلا أنه ليس هنالك في الواقع ما يدعم هذه الفرضية، خصوصا وأن بلادنا معروفة بتطبيق بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وقال الجنرال المتقاعد خليفه حفتر خلال مراسم تكريمه من قبائل العواقير، أمس الاول، إن مصر والإمارات والأردن والجزائر، ساعدته حسب امكانيات كل بلد، أثناء حرب بنغازي شرقي ليبيا على مدى أربعة أعوام، بما فيها منطقة بنينة شرق بنغازي. وأكد حفتر أنه قاتل 3 سنوات كاملة، حتى تم تحرير كامل لمدينة بنغازي، وهو ما أعلن عنه شهر جويلية 2017، مؤكدا وقوع آلاف الضحايا والمصابين، فضلا عن تدمير أجزاء من ثاني كبرى مدن البلاد. من جهة أخرى، نفى اللواء حفتر في تجمع قبلي لأنصاره بضواحي بنغازي أن تكون لقواته أي علاقة بالمجموعات المسلحة التي تقاتل بعضها بعضا في الأحياء الجنوبية للعاصمة طرابلس منذ نحو شهر. وتجري الاشتباكات في طرابلس بين أربع كتائب تدعمها حكومة الوفاق الوطني، أبرزها كتيبة الأمن المركزي المعروفة بكتيبة أبو سليم، وقوات الردع الخاصة، وكتيبة النواصي، وكتيبة ثوار طرابلس، وبين قوات اللواء السابع القادمة من ترهونة التي تسيطر على الأجزاء الجنوبية من العاصمة. وتدعم اللواء السابع كتائب عدة منها لواء الصمود وكتيبة 33 مشاة. ومعلوم بأن تهديدات خليفة حفتر الأخيرة حول تحويل الحرب إلى الجزائر، لم تكن بحسب مراقبين في حقيقة الأمر تهديدا بتحويل الحرب إلى الحدود الجزائرية كما يدعي، لأنه يعلم أنه ليس أهلا لذلك وكل المعطيات العسكرية والجغرافية تؤكد أن ما قاله حفتر هو مجرد تخاريف، ولكن الأخطر فيها، بحسبهم، ليس التهديد بحد ذاته ولكن محاولته اليائسة لضرب الثقة التي تحظى بها الجزائر لدى كل الأطراف الليبية، حيث كان الغرض من التصريحات بحسب العديد من المحللين السياسيين دغدغة عواطف الليبيين وتأليبهم على الجزائر وضرب دورها في ليبيا أو تصويره على أنه دور مريب ومبهم، علما بأن الجزائر لطالما رافعت من اجل تغليب الحل السياسي على حساب العسكري واستضافت في السياق عدة جولات من الحوار بين الأطراف الليبية. هذا المسعى يبدو انه تجسد من خلال مزاعم حفتر بأن بلادنا واحدة من أربعة دول دعمته أثناء حرب بنغازي شرقي ليبيا، حيث أنه ليس هنالك في الواقع ما يدعم هذه الفرضية، خصوصا وأن بلادنا معروفة بتطبيق بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.