قدّم أزيد من 40 مغربيا، منحدرين من مناطق الريف المغربي، طلب اللجوء في إسبانيا، بعد وصولهم إليها خلال الموجة الأخيرة من الهجرة السرية فرارا من الحالة الاجتماعية التي يعيشونها بالحسيمة، شمال المملكة، والتي تميزها البطالة والفوارق الاجتماعية والفقر والقمع، كانت وراء خروج أهلها في مظاهرات واحتجاجات تعرف ب حراك الريف . ونقلت صحيفة إلباييس الإسبانية، نقلا عن مصادر من الأمن الوطني الإسباني، أن المهاجرين المغاربة قدّموا، بداية الأسبوع الجاري، طلبات للجوء إلى الشرطة الإسبانية، بسبب مطاردتهم بسبب نشاطهم في احتجاجات حراك الريف، المندلعة منذ شهر أكتوبر 2016. واوضحت ذات المصدر، أنه بعد تقديمهم لطلب اللجوء، تمكن هؤلاء المهاجرين من الحصول على وثيقة تثبت ذلك، وتسمح لهم بالتنقل بكل حرية على التراب الإسباني لمدة شهر كامل، لاستكمال إجراءاتهم القانونية. وكان عدد من نشطاء الريف وصلوا إلى إسبانيا، قبل أسابيع قليلة في قارب من بينهم الناشط محمد العنابي، الذي أمضى مدة في السجن بعدما كان قد أدين في أحداث حراك الريف. يذكر أن القانون الإسباني يمنع ترحيل المهاجرين إلى دولهم في حالة تقدمهم بطلب لجوء إلى حين البت فيه. وكانت وزيرة الهجرة الإسبانية أشارت الاسبوع الماضي الى أن المواطنين من المغرب أصبحوا يقبلون بشكل كبير على طلب اللجوء إلى إسبانيا، بعد وصولهم إليها على متن قوارب الموت. ويجد هؤلاء الفارون نفسهم معرضين الى الموت قبل حتى الانطلاق في المغامرة الخطيرة في البحر وهو ما حدث شهر سبتمبر وايضا مؤخرا عندما فتحت البحرية الملكية النار عليهم، فقد قتلت شابة مغربية تدعى حياه بلقاسم برصاص البحرية الملكية يوم ال24 من شهر سبتمبر المنصرم، فوق المياه المغربية، قرب مدينة المضيق داخل زورق مطاطي سريع خاص بنقل المرشحين للهجرة غير الشرعية. وقال نشطاء مغاربة عن الحادثة أن رعايا مغاربة مدنيون قتلوا بدم بارد لأنهم أرادوا مغادرة بلد الفوارق الاجتماعية والفقر والقمع. كما أعلنت قوات خفر السواحل المغربية، الأربعاء الماضي، عن إصابة مهاجر مغربي بجروح، بعد أن أطلقت إحدى وحداتها النار لإيقاف قارب يقل 58 مهاجرا على مقربة من سواحل مدينة العرائش، 50 كلم جنوب طنجة. ونظرا لقرب سواحله من إسبانيا، يعرف المغرب منذ سنوات حركة هجرة في قوارب صغيرة تسعى لقطع مضيق جبل طارق، للوصول إلى الضفة الشمالية للمتوسط. وكانت منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق المهاجرين، قد اتهمت المغرب، في بداية شهر اكتوبر، بتعمد ترك مهاجرين على متن قارب يغرقون في السواحل المغربية منددة بعدم تحرك الرباط. معطيات مخيفة لمستوى الفقر والفوارق في المجتمع بالمملكة ففي تقرير له مؤخرا، كشف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المغرب عن معطيات مخيفة لمستوى الفقر والفوارق في المجتمع بالمملكة، قال عنها ناشطون انها لا تعكس نموذجا طيبا من أجل التنمية. واكد المجلس أن الفقر والبطالة في صفوف الشباب والفوارق أصبحت تتجاوز الحدود المقبولة وهو ما ولد الاحتجاجات ذات المطالب الاجتماعية في العديد من المناطق بالبلاد بالإضافة الى الهجرة غير الشرعية والتي غالبا ما تنتهي بالموت في عرض البحر. ووفقا لأحدث تقرير للأمم المتحدة، فإن 60 % من المغربيين يعيشون الفقر، وأن المغرب يعد من أكثر دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقرا، في أرقام كانت بعيدة عما يصرح به المسؤولون في المغرب عن تحسن الأوضاع ومحاربة الفقر في البلاد. وكشف التقرير أن أكثر من 5 ملايين مغربي يعيشون بأقل من 550 درهما في الشهر، ومليوني مغربي يعيشون بأقل من 300 درهم في الشهر، وذلك على مستويين، الأول يعاني بشكل حاد والمستوى الثاني يعاني بشكل متوسط, مشيرا إلى أن 12.6 % من المغربيين قريبون من عتبة الفقر متعدد الجوانب، مقابل 4.9 % يعيشون فقرا حادا متعدد الأبعاد كغياب أدنى شروط العيش الكريم. وأفاد تقرير آخر صادر عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، بتأخر المغرب في محاربة الفقر والهشاشة، مؤكدا أن 44.3 % من المغربيين لا زالوا محرومين من حقوقهم الأساسية من سكن وصحة وتعليم. ووضع التقرير المغرب في خانة الدول التي ترتفع فيها معدلات الفقر ضمن بلدان أخرى من القارة الإفريقية، وهو ما جعل المغرب يحتل المرتبة ال126 في مؤشر التنمية البشرية. ورصد التقرير الأممي الإنمائي وضعية النساء في المغرب. وفي هذا المجال، انتقد بشدة استمرار تفشي ظاهرة زواج القاصرات، إذ اعتبر أنها تصل إلى 16 % داخل المجتمع المغربي مقارنة بدول افريقية أخرى مشيرا الى ان الظاهرة قد انخفضت بشكل كبير في بعض بلدان جنوب الصحراء مثل جيبوتي ورواندا وناميبيا.