نخفضت أسعار النفط امس مدفوعة بقيام أوبك بتأجيل اتخاذ قرار نهائي بشأن تخفيضات الإنتاج مع انتظارها لدعم من روسيا، وهي منتج ذو ثقل للخام، والتي أفادت تقارير بأنها لا تريد خفض إنتاجها بأكثر من 150 ألف برميل يوميا. وهبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت (مقياس الفط الجزائري) دون 60 دولارا للبرميل في التعاملات المبكرة ليوم امس، ثم جرى تداولها عند 59.49 دولار للبرميل، منخفضة 57 سنتا أو ما يعادل واحدا بالمئة مقارنة مع الإغلاق السابق. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 50.98 دولار للبرميل متراجعة 52 سنتا أو واحد بالمئة. وتأتي انخفاضات الأسعار بعد أن تراجع الخام نحو ثلاثة بالمئة في الجلسة السابقة، مع إنهاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لاجتماع في مقرها الرئيسي بفيينا بالنمسا يوم الخميس دون الإعلان عن قرار بخفض الإمدادات. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر قوله إن روسيا تريد خفض إنتاجها النفطي بحد أقصى 150 ألف برميل يوميا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019. ويتوقع محللون أن تقلص أوبك إنتاج النفط بقدر أكبر بالمقارنة مع روسيا. وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك إنه بالنسبة لروسيا التي تقود حلفاء أوبك، فإنّ خفض الإنتاج أصعب بكثيرٍ من الدول الأخرى بسببِ الأحوال الجوية، من جهته قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بعد يوم طويل من المفاوضات في مقر أوبك في فيينا "لا لست واثقا" من أنه سيتم التوصل إلى اتفاق، الأمر الذي يكشف عن صعوبة التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف في الاجتماع . وتضرر منتجو النفط من هبوط أسعار الخام 30 بالمئة منذ أكتوبر مع ارتفاع الإمدادات في الوقت الذي ضُعفت فيه آفاق الطلب في ظل تباطؤ اقتصادي عالمي. وزاد إنتاج النفط من أكبر منتجي العالم، أوبك وروسيا والولايات المتحدة، 3.3 مليون برميل يوميا منذ نهاية 2017 إلى 56.38 مليون برميل يوميا، ليلبي نحو 60 بالمئة من الاستهلاك العالمي. وكان وزير الطاقة مصطفى قيطوني, أكد أن الجزائر كثفت من لقاءاتها من أجل التوصل إلى أسعار مناسبة ومستقرة لسوق النفط ، حيث التقى الأربعاء في فيينا مع وزير الطاقة الاماراتي ورئيس ندوة أوبك, سهيل المزروعي, وكذا مع نظيره الفنزويلي,مانويل سلفادور كيفيدو فرنانداز . وخلال المحادثات, تم تباحث تطور سوق النفط والتوقعات المرتقبة لعام 2019 ، حسبما ذكرت وزارة الطاقة في بيان لها. وجرت هذه المحادثات على هامش الاجتماع الثاني عشر لجنة المتابعة الوزارية المنبثقة عن اتفاقية أوبك و شركائها من خارج المنظمة التي انعقدت في اليوم ذاته. يذكر أن دول أوبك و الدول غير الأعضاء في المنظمة تعهدت بالعمل من اجل استقرار أسعار النفط, بما يخدم مصالح الدول المنتجة و المستهلكة على حد سواء,و ضمان الإمدادات الفعالة,المقتصدة والآمنة تجاه الدول المستهلكة, ومردود عادل للموارد المستثمرة و استعادة ثقة المستثمرين في الصناعة النفطية.