يسارع حزب جبهة التحرير الوطني الزمن لترتيب بيته الداخلي من خلال لم شمل الفرقاء وإعادة القياديين المغضوب عليهم، في إطار مسعى مصالحة حقيقية داخل الحزب، على مقربة من رهانات هامة وحاسمة يريد الافلان اجتيازها في أفضل رواق وبتعداد مكتمل من الإطارات والكفاءات التي يزخر بها الحزب الذي يمثل القوة السياسية الأولى في البلاد. وبوتيرة سريعة، يقود منسق الهيئة الوطنية المسيرة لحزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، سلسلة من المشاورات مع قيادات الحزب العتيد، بدأها باستقبال عبد الكريم عبادة، منسق حركة تصحيح مسار الحزب، ثم الأمين العام الأسبق للحزب، عبد العزيز بلخادم، الذي أطيح به في العام 2013، بعد سحب الثقة منه من قبل أعضاء اللجنة المركزية، ثم المنسق السابق للمكتب السياسي، عبد الرحمن بلعياط، وعدد من قدماء المناضلين، فيما لا يزال موعد استقبال الأمين العام الاسبق، عمار سعداني، والمكلف بالاعلام الاسبق، حسين خلدون، وقياديين آخرين غير معلوم لحد الآن، علما بأن منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، قد فتح أبواب الحزب أمام الرئيس المعزول للمجلس الشعبي الوطني، سعيد بوحجة، مؤكّدا أنه ليس مقصيا من الحزب، إلى جانب القيادي وعضو المكتب السياسي خلال فترة عمار سعداني، حسين خلدون. واستحسنت كافة الأطراف المبعدة عن حزب جبهة التحرير الوطني مبادرة لم الشمل التي تقودها القيادة الموحدة للحزب بإشراف منسقها معاذ بوشارب، معتبرة إياها فرصة حقيقية لإرساء المصالحة الجادة داخل البيت الأفلاني وإعادة الحزب إلى مساره الصحيح، بعد مرحلة الانشقاق التي أضعفته وأدت، حسبهم، إلى بروز دخلاء، حرفوا الحزب عن نهجه ومبادئه وأهدافه ورسالته النبيلة. وقد أبدى القياديون السابقون الذين التقاهم بوشارب في إطار مبادرة رص الصفوف وإعادة الحزب إلى سكته، استعدادهم التام للانخراط في مسعى إعادة بناء الحزب وفق أسس قوية، يتم الانطلاق فيها بعقد مؤتمر استثنائي تنبثق عنه الآليات القانونية التي يرتكز عليها بناء الهياكل وتتحدد وفقها النصوص التنطيمية التي من شأنها تقوية مكانة الحزب مستقبلا، لاسيما وأن المبادرة جاءت هذه المرة، حسبهم، بتوصيات من رئيس الجمهورية رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة. وسبق لمنسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، التأكيد أن جميع أبناء الحزب مرحب بهم دون إقصاء ولا تهميش، وأبرز بوشارب أن اللقاءات الاخيرة تندرج في إطار إعادة اللحمة ولمّ شمل بيت حزب جبهة التحرير الوطني من خلال انطلاقة جديدة مبنية على أسس الاحترام والتقدير، مضيفا أن الهدف هو بناء الحزب على أسس سليمة وفق معيار النضال. وطمأن المتحدث جميع المناضلين، بأن جلسات الحوار واستدعاءات الحزب ستشمل جميع القيادات الناشطة حالياً، أو تلك التي غابت عن المشهد لا عن الحزب.