قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن الخونة والمرتزقة استغلوا ضائقة الناس المعيشية وسعوا إلى التخريب. وأضاف، في خطاب جماهيري في منطقة ود الحداد في ولاية الجزيرة، بحسب ما يقوله مراسلنا في الخرطوم محمد عثمان، أن وجوده وسط الجماهير أكبر رد على الإشاعات التي تتحدث عن إلقاء القبض عليه وسجنه. ووصف البشير مطلقي الإشاعات بأنهم الخونة والعملاء، مشيرا إلى أن السلطات تسعى إلى ملاحقتهم. وقال إن الحرب تشن على السودان لتمسكه بدينه وعزته وإنه لن يبيعها نظير القمح أو الدولار. وخرج مئات من الأشخاص في مسيرات احتجاجية في العاصمة الخرطرم وهم يرددون شعارات تطالب بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير. وسار المحتجون لمسافة طويلة في شارك المك نمر، أحد الشوارع الرئيسية وسط الخرطوم، قبل أن تفرقهم القوات الأمنية مستخدمة الغاز المسيل للدموع. كما منعت السلطات الأمنية السودانية مجموعة أخرى من المحتجين من الوصول إلى القصر الرئاسي وتسليم مذكرة تطالب بتنحي الرئيس عمر البشير. وحاولت مجموعات من المحتجين اختراق حواجز أمنية للوصول إلى القصر لكن القوات الأمنية تصدت لهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع واعتقلت البعض منهم. واستبقت القوات الأمنية المحتجين وانتشرت بكثافة شديدة في الطرقات المؤدية إلى القصر وسط الخرطوم، بينما أغلقت محالٌّ تجارية عدة أبوابها. وكانت تجمعات مهنية قد دعت إلى مسيرة سلمية الثلاثاء نحو القصر الرئاسي لتسليم مذكرة تطالب بتنحي البشير بعد أيام من الاحتجاجات المستمرة. وقالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إنها تلقت تقارير موثوقا بها تفيد بأن قوات الأمن السودانية أطلقت النار على المحتجين وقتلت 37 شخصا منهم في ملاحقتها للمتظاهرين، الذين يؤرقون البلاد. وقد هزت الاحتجاجات المعارضة للحكومة البلاد منذ الأربعاء بعد أن ضاعفت الحكومة أسعار الخبز ثلاثة أضعاف. وتقول السلطات السودانية إن ثمانية أشخاص فقط قتلوا في الاضطرابات، لكن زعيم المعارضة الرئيسية في السودان، صادق المهدي، قال إن عدد القتلى بلغ 22 شخصا. وقالت (أمنستي) في بيان صدر في وقت متأخر الاثنين إن تقارير ذات مصداقية تفيد بأن 37 محتجا قتلوا في إطلاق قوات الأمن النار عليهم خلال خمسة أيام من المظاهرات المناوئة للحكومة. وقالت سارة جاكسون، مديرة قسم شرق إفريقيا في المنظمة، إن قوات الأمن السودانية تستخدم قوة مميتة بلا تمييز ضد محتجين عزل، وهذا أمر مزعج للغاية. ولم يصدر أي رد عن الحكومة السودانية على ما قالته (أمنستي) حتى الآن. وتتهم الحكومة متسللين في المظاهرات بالتحريض على أعمال العنف والتخريب. وينظر إلى الحراك الذي يشهده السودان على أنه التحدي الشعبي الأكبر لسلطة الرئيس عمر البشير منذ بلوغه سدة الحكم قبل 29 عاما.