أحيت ولاية باتنة، في أجواء مهيبة، الذكرى ال59 لاستشهاد البطل العمري معجوج، بحضور سلطات الولاية وجمع غفير من مجاهدي المنطقة وبعض رفقاء الشهيد. وقد احتضنت مشتة عين الحيمر ، مسقط رأس الشهيد التي تبعد عن مدينة بريكة بحوالي 4 كلم، الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى، حيث تم بهذه المناسبة، التي نظمها المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بالتنسيق مع جمعية الشهيد معجوج العمري الخيرية، وضع باقة من الزهور على النصب التذكاري المخلد للشهيد قبل قراءة فاتحة الكتاب والترحم على روحه الزكية. ونظم على هامش الذكرى معرض للصور التاريخية وآخر للموروث الثقافي الذي تزخر به هذه الجهة من الولاية، إلى جانب استعراض في الفروسية تخلله تكريم عائلة الشهيد. ونوه الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، العابد رحماني، بخصال الشهيد الذي كان، حسب الشهادات التي أدلى بها رفاقه في السلاح، ذي استراتيجية عالية في تخطيط الكمائن والمعارك، فيما عرف بحبه للتشاور والرأي السديد وكان هدفه الأساسي مقارعة الاستعمار وإلحاق ما أمكن من خسائر به. يذكر أن الشهيد البطل معجوج العمري، الذي ولد سنة 1930، قد ترعرع في أسرة تمتهن الفلاحة، ثم سافر إلى فرنسا وعمره لم يكن يتعدى 20 سنة طلبا للعمل، وهناك انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري مما أكسبه وعيا سياسيا مكنه في أوائل سنة 1955 من الالتحاق بالثورة التحريرية، رفقة ابن منطقته عزيل عبد القادر، ونفذ بعدها العديد من الهجمات والكمائن ضد عساكر الاحتلال. وسقط الشهيد في ساحة الوغى برتبة ملازم يوم 12 فيفري سنة 1960 بعد قيادته لمعركة بجبل الرفاعة، حشدت فيها القوات الاستعمارية عددا كبيرا من الجنود الذين كانوا مدعمين بالدبابات والطائرات. وأسفرت المعركة عن استشهاد كل عناصر فوج جيش التحرير بعد أن ألحقوا بالعدو خسائر فادحة مادية وبشرية، كما أكدته شهادات حية لمجاهدين.