- عائلات تقدم الأكل والشراب للمتظاهرين - شباب يتجنّدون لرفع مخلفات المسيرة نجح الجزائريون، على مدار جل المسيرات المنظمة خلال هذه الايام، في شد أنظار العالم بسلمية حراكهم، رغم الأعداد الكبيرة للمتظاهرين الذين برهنوا، بسلوكاتهم الحضارية، على وعي الشعب الجزائري والتحضر ببلادهم، وهو ما اكدته العديد من المواقف التي رسمها المتظاهرون خلال الحراك الشعبي بمختلف ولايات الوطن. حيث أقدمت العديد منها على إخراج مختلف أنواع المأكولات والمشروبات أمام العمارات من أجل تقديمها للآلاف من المحتجين المارين أمامهم والقادمين من مختلف احياء العاصمة، فيما تجند العديد من الشباب لجمع النفايات وقارورات المياه المعدنية التي تم توزيعها على المتظاهرين بمبادرة تطوعية لضمان سيرورة هذه الحركة التي ستبقى درسا في التحضّر والديمقراطية، وهو ما اشادت به العديد من المواقع الاجتماعية والإعلامية على حد سواء. وقد استطاع الشعب الجزائري عبر كامل ترابه الوطني أن يجعل السلمية علامة مسجلة بامتياز لحراكه الشعبي، ليقدم للعالم في خرجاته دروسا في التحضر مبرهنا عن مدى وعيه الجماعي. الملايين من المتظاهرين زينو شوارع الوطن بالألوان الوطنية وملأوا سماءها بأهازيج كلها حماسة وأمل لم تخل من الأخوة والتآزر بين ابناء الوطن الواحد خاوة.. خاوة شعار جزائري بامتياز دفن كل قوالب الإيديولوجية والحزبية الضيقة والجهوية التي كانت تسيطر على عقول الكثيرين وهو ما جسدته العديد من المظاهر الحضارية التي ميزت هذا الحراك الشعبي الذي جمع كل ابناء الجزائر. عائلات تقدم الأكل والشراب للمتظاهرين شهدت مختلف المسيرات المنظمة عبر مختلف ولايات الوطن تضامنا كبيرا بين العائلات، حيث أقدمت العديد منها على إخراج مختلف أنواع المأكولات والمشروبات أمام العمارات من أجل تقديمها للآلاف من المحتجين المارين أمامهم والقادمين من مختلف احياء العاصمة، وكذا خارج العاصمة، وقد شارك في العملية نساء ورجال وأطفال. واستحسن المتظاهرون مثل هذه المبادرات التي وصفوها بالحضارية والتضامنية، حيث شكلت صورة معبرة عن تلاحم العائلات الجزائرية الى حد لا يوصف رغم اختلاف المناطق التي قدموا منها، وقد استمتع المتظاهرون، خاصة شريحة النساء والعجائز، بمختلف الاذواق والألوان التي شكلتها تلك المائدات الطويلة المملوءة بمختلف أنواع المشروبات والحلويات التي تقدم خلال الأعراس والأعياد وضعت تحت تصرف آلاف المارة القادمين من مختلف أحياء العاصمة وكذا المدن المجاورة، ووضعت كذلك أمام مداخل كل العمارات كراس ومقاعد خصصت للإستراحة لكبار السن من الشيوخ والعجائز الذين أنهكهم السير على الاقدام لمسافات طويلة. وعلى غرار هذا، فقد تميزت مسيرة ال8 مارس، التي طغى عليها الجنس اللطيف لتزامنها مع اليوم العالمي للمرأة، بمشاهد لطيفة لنساء كن يحملن ورودا ملونة ويرتدين أزياء تقليدية معبرة عن ثقافة المنطقة وتاريخها الأصيل وحتى أنهن ركزن على توجيه تحياتهن الخاصة لرجال الأمن من خلال إهدائهم الورود وهي المواقف التي تفاعل معها رجال الأمن بإيجابية. أصحاب الحافلات يتطوعون لنقل المسافرين مجانا كما برزت مشاهد مؤثرة في مسيرة 15 مارس، من بينها تطوع أصحاب حافلات النقل الجماعي لنقل المسافرين مجانا بغية تسهيل حركية التنقل على المواطنين في أنحاء العاصمة وتنظيف الشوراع، إضافة إلى قيام بعض العائلات بوضع موائد طعام قرب البيوت من أجل إطعام المتظاهرين المارين قربها وتوزيع قاروات المياه والتمور في وضع يجعلك تحس وكأنك في عرس جماعي. شباب يتجنّدون لرفع مخلفات المسيرة لم يخرج الحراك الشعبي بمختلف ولايات الوطن عن إطاره السلمي، وهو ما ابرزته العديد من صور التضامن والتعاون التي كرسها الشباب خلال مختلف المسيرات المنظمة، فقد عمد هؤلاء بعدة ولايات، على غرار ولاية وهران، لإنهاء مسيرتهم بأسلوب جد راقٍ ومتميز بدليل أنهم لم يتركوا وراءهم مخلفات المسيرة حيث تم تجنيد شباب لجمع النفايات وقارورات المياه المعدنية التي تم توزيعها على المتظاهرين بمبادرة تطوعية لضمان سيرورة هذه الحركة التي ستبقى درسا في التحضّر والديمقراطية. الإعلام العالمي معجب بالجزائريين وفي ظل هذه المواقف التي ابرزها الشعب الجزائري، اشادت العديد من المواقع الوطنية بهذه المشاهد الإنسانية والفريدة من نوعها حيث أشار احد التقرير بهذه المواقع إلى أنه من بين أجمل الصور التي رسمها الجزائريون، هي مشاهد تطوع بعض المواطنين لتنظيم حركة المرور وتوجيه حركة الحشود الكثيفة والسماح للسيارات بالمرور وسطها. كما تفاعلت الصحافة العالمية، بالكثير من الإعجاب، مع المشاهد التي صنعها الجزائريون في حراكهم السلمي حيث تداولت صورا وفيديوهات وصنعت أفلاما قصيرة تجسد لحظات من الإنسانية في أحلى تجلياتها يسودها الحب والسلام، الأمر الذي تفاعل معه الجميع بإيجابية وساهم في تغيير الصورة النمطية عن عنف الجزائريين التي كانت بعض الشعوب تحملها عنهم. كما تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه المظاهر ودعوا الفرنسيين لتعلم أساليب التظاهر الراقية والحضارية من الجزائريين دون عنف ودون تكسير ودون أذية الآخرين والخروج بسلمية.