أحزاب ورواد المواقع التواصل الاجتماعي يثنون على اصطفاف الجيش مع الشعب في غمرة الفرحة بقرار استقالة الرئيس بوتفليقة الذي وصف بالتاريخي، توجهت مختلف عبارات الثناء والتقدير للجزائريين، من مختلف المستويات، صوب مؤسسة الجيش الوطني الشعبي التي أنقذت الوطن من مؤامرة خطيرة وانسداد غير مسبوق، وتحملت بحسب عديد المراقبين مسؤولياتها ليس فقط لإيجاد حل دستوري يضمن انتقالا سلسا للسلطة، بل وللعمل على تطبيقه فورا، وذلك استجابة لصوت العقل والحكمة التي لا ينكرها أي جزائري على المؤسسة العسكرية التي لطالما حظيت ولا تزال بثقة الشعب الجزائري. وخرج الآلاف من المواطنين أمس من الجزائر العاصمة وولايات أخرى إلى الشوارع والساحات العامة، للاحتفال بإعلان الرئيس بوتفليقة استقالته من منصبه، معربين عن فرحتهم للقرار الذي جاء، تبعا لبيان قائد الأركان نائب وزير الدفاع الوطني عشية أمس الاول، ورددوا في شعارات جيش شعب.. خاوة خاوة . وعبر الجزائريون بمختلف توجهاتهم عن دعمهم ووقوفهم اللامشروط في صف المؤسسة العسكرية ودعواتها لتطبيق المواد 7 و 8 و 102 من الدستور، معتبرين أنها الحل الأمثل الذي يضمن انتقالا دستوريا سلسا للسلطة، كما ثمنت فعاليات سياسية وجماهيرية الخطاب الرنان للفريق ڤايد صالح وحرصه على إيجاد مخرج للازمة التي تعاني منها البلاد، والعمل على تطبيقها فورا. وشكل بيان وزارة الدفاع الوطني الحدث على مختلف المستويات في الجزائر، حيث رأى فيها السواد الأعظم من الجزائريين بداية للانفراج وردا حازما على العصابة من طرف المؤسسة العسكرية التي تحظى، كما يعلم الكل، بثقة كل الجزائريين باختلاف توجهاتهم السياسية والإديولوجية. إلى ذلك، أطلق نشطاء دعوات جديدة إلى التظاهر بالملايين، الجمعة 5 أفريل القادم، لإكمال مسيرة الحراك وإسقاط جميع رموز النظام السابق، فضلا عن التنويه بالقرار الحاسم لقيادة الجيش والاشادة بالرابطة القوية التي تجمع الشعب الجزائري بجيشه العظيم. وفي السياق، باركت حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني، بقيادة عبد الكريم عبادة، ما قام به الجيش من إجهاض للمخططات التي كانت ستؤدي بالبلاد إلى الإنسداد، ونتائج وخيمة لا تحمد عقباها، متهمة الأطراف التي وصفتهم بالذين خططوا للزج بالبلاد في الفراغ الدستوري، والرمي نحو المستقبل المجهول. كما حيت حركه تقويم وتأصيل الافلان، المؤسسة العسكرية، وقالت في بيانها: نحيي الجيش الوطني الشعبي بإفشاله هذه المؤامرة، وتفويت الفرصة على المتآمرين، وإفشال مخططاتهم . كما دعت الحركة إلى محاسبة الفاسدين، عندما ذكر البيان: نطالب باتخاذ إجراءات قانونية ضد من عبثو وعثو فسادا ، داعية إلى مواصلة الحراك الشعبي الحضاري في إطار احترام الدستور كمخرج وحيد الأزمة. بدوره، اعتبر رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، أن بوتفليقة عطل الجزائر طيلة 20 سنة، وعطل الجزائر أيضا في آخر أيام، وقال: هنيئا للجزائر بهذا الإنجاز العظيم وللجيش الذي كان مرافقا للمسيرات المليونية . كما أكد بن فليس أن بيان الجيش كان عظيما لقد تحدث عن العصابة وعن القوى غير الدستورية. لقد كان عظيما بدفاعه عن الوحدة الوطنية، والجدار الثاني الذي حافظ عليه الجيش الوطني هو إبقاء وحماية الخرجات والمظاهرات السلمية. هذا وأشاد حزب التحالف الجمهوري، بما وصفه الموقف الوطني والتاريخي للجيش الوطني الشعبي، موضحا في هذا السياق: إن الجيش بقيادة الفريق أحمد ڤايد صالح اضطلع بمهامه و صلاحياته طبقا للمادة 28 من الدستور، وجدّد في موقف غير مفاجئ، انتمائه النوفمبري و طابعه الجمهوري باعتباره سليل جيش التحرير الوطني، وحرصه على تحقيق مطالب الشعب الكاملة وغير المنقوصة . كما نبه حزب تجمع أمل الجزائر إلى ما وصفه بالدور المحوري والأساسي لقيادة الجيش الوطني الشعبي في مواكبة ومرافقة تطلعات وطموحات الشعب الجزائري في تحقيق التغيير المنشود بالطرق السلمية والحضارية وتجنب البلاد مخاطر الانزلاق نحو المجهول. وقال المكتب السياسي لحزب تاج، في بيان له، أنه يثمن تركيز قيادة الجيش الوطني الشعبي على أهمية الالتزام بالدستور والعمل في إطاره من أجل حلحلة المشاكل المطروحة للوصول إلى التغيير المنشود بالطرق. من جانبه، قال حزب التجمع الوطني الديمقراطي في بيان عبر صفحته الرسمية في الفايسبوك امس، بأن المؤسسة العسكرية كان لها الدور الكبير لهذه الخطوة التي أقدم عليها الرئيس بوتفليقة، مضيفا: الجيش الوطني الشعبي الذي ساهم في الوصول إلى هذا الحل الدستوري .