الشخشوخة و المسفوف حاضران في الحراك خاوة خاوة .. شعار جزائري بامتياز يدفن كل القوالب الإيديولوجية والجهوية يواصل الشعب الجزائري، وخلال الجمعة السابعة من الحراك الشعبي، إبراز صور التكافل والتضامن للحراك الشعبي، ابهرت العالم ما جعل بالعديد من رواد الفايسبوك داخل وخارج الوطن يشيد بهذه المشاهد الانسانية والفريدة من نوعها، والتي يسعها من خلالها الشعب الجزائري ان يبرز للشعوب الاخرى مدى قوة تمسكه فيما بينهم، حيث تداولت العديد من الصفحات الفايسبوكية صورا وفيديوهات تجسد لحظات من الانسانية يسودها الامن والسلام. نجح الجزائريون، وعلى مدار جل المسيرات المنظمة منذ شهر فيفيري، في شد أنظار العالم بسلمية حراكهم رغم الأعداد الكبيرة للمتظاهرين الذين برهنوا بسلوكياتهم الحضارية على وعي الشعب الجزائري والتحضر ببلادهم، وهو ما أكدته العديد من المواقف التي رسمها المتظاهرون خلال الحراك الشعبي بمختلف ولايات الوطن، حيث أقدمت العديد منها على إخراج مختلف أنواع المأكولات والمشروبات أمام العمارات من أجل تقديمها للآلاف من المحتجين المارين أمامهم والقادمين من مختلف إحياء العاصمة، فيما تجند العديد من الشباب لجمع النفايات وقارورات المياه المعدنية التي تم توزيعها على المتظاهرين بمبادرة تطوعية لضمان سيرورة هذه الحركة التي ستبقى درسا في التحضّر والديمقراطية، وهو ما أشادت به العديد من المواقع الاجتماعية والإعلامية على حد سواء. هذا وقد استطاع الشعب الجزائري عبر كامل ترابه الوطني أن يجعل السلمية علامة مسجلة بامتياز لحراكه الشعبي، ليقدم للعالم في خرجاته دروس في التحضر مبرهنا عن مدى وعيه الجماعي، بحيث توافد الملايين من المتظاهرين الذين زينوا شوارع الوطن بالألوان الوطنية وملئوا سمائها بأهازيج كلها حماسة وأمل لم تخلو من الأخوة والتآزر بين أبناء الوطن الواحد. خاوة خاوة .. شعار جزائري بامتياز دفن كل قوالب الأيديولوجية والحزبية الضيقة والجهوية التي كانت تسيطر على عقول الكثيرين، وهو ما جسدته العديد من المظاهر الإنسانية والحضارية التي ميزت هذا الحراك الشعبي الذي جمع كل أبناء الجزائر. عائلات تقدم الأكل والشراب للمتظاهرين شهدت مختلف المسيرات المنظمة عبر مختلف ولايات الوطن تضامنا كبيرا بين العائلات، حيث أقدمت العديد منها على إخراج مختلف أنواع المأكولات والمشروبات أمام العمارات من أجل تقديمها للآلاف من المحتجين المارين أمامهم والقادمين من مختلف إحياء العاصمة، وكذا خارج العاصمة. وقد شارك في العملية نساء ورجال وأطفال، واستحسن المتظاهرون مثل هذه المبادرات التي وصفوها بالحضارية والتضامنية، حيث شكلت صورة معبرة عن تلاحم العائلات الجزائرية إلى حد لا يوصف رغم اختلاف المناطق التي قدموا منها، وقد استمتع هؤلاء المتظاهرين خاصة شريحة النساء والعجائز بمختلف الأذواق والألوان التي شكلتها تلك الموائد الطويلة المملوءة بمختلف أنواع المشروبات والحلويات التي تقدم خلال الأعراس والأعياد، وضعت تحت تصرف آلاف المارة القادمين من مختلف أحياء العاصمة وكذا المدن المجاورة، ووضعت كذلك أمام مداخل كل العمارات كراسي ومقاعد خصصت للاستراحة خصصت لكبار السن من الشيوخ والعجائز الذين أنهكهم السير على الأقدام لمسافات طويلة. الشخشوخة مجاناً بمطعم الشاف للمأكولات الشعبية بالوادي تميز الحراك في جمعته السابعة بتميز الجزائريين في المساهمة في الحراك كل بطريقته والتي أبهرت العالم. وفي مبادرة فريدة من نوعها، أطلق صاحب مطعم الشاف للمأكولات الشعبية مطعمه في دعوة لطبق الشخشوخة، تزامنا مع القرارات التي خلص لها الحراك الشعبي بالقرارات التي أقرّها الجيش، والتي أدخلت الفرحة العارمة في الأوساط الشعبية. بعد حراك سبعة أسابيع من الترقب والضغط النفسي حول مصير الحراك، أراد صاحب المطعم بعد دعوة على صفحته على الفايسبوك دعوة الجميع دون استثناء بتقدير طبق الشخشوخة مجانا في مأدبة الفطور والعشاء، احتفالا لما حققه الشعب من انتصار وعربون محبة لتلك الحناجر التي تعمل على أمن واستقرار البلاد والحلم بغد أفضل، أين تم حضور العشرات من منظمي الحراك وتبادلوا أطراف الحديث حول الواقع الحالي للبلاد، ومتناقشين حول مستقبل البلاد الذي يصنعونه هم بالتزام السلمية ومحبة وإيثار للوطن وخدمة له. صاحب المطعم أكد انه أراد بعث رسالة للجميع للعطاء ولم الشمل والفرجة الجماعية والمساهمة، ولو بالقليل، في إدخال الطمأنينة في النفوس، من أجل بلد الأمن والاستقرار والنماء. المسفوف حاضر في الحراك الشعبي من جهته وفي صور أخرى تعكس الوجه التضامني للشعب الجزائري، هو حضور المسفوف في الحراك الشعبي والمسيرات التضامنية، أين تميزت المسيرات بتقديم المسفوف خلال المسيرات والتي تصادف يوم الجمعة أين هو معروف بطهي العائلات الجزائرية لطبق الكسكسي، حيث تزامن وجمعة المسيرات أين يتم توزيعه على المتظاهرين بالمسيرات، وهو الأمر الذي لقي استحسانا وترحيبا كبيرا وتثمينا للمجهودات التي تقوم به المرأة الجزائرية التي كانت ولا تزال بصمتها حاضرة بالميدان. شباب يتطوع لتقديم الطعام ببجاية كما نظم شباب متطوع بولاية بجاية حملات تطوعية وتضامنية تلخصت في قيامهم بتوزيع الأطعمة والمشروبات على المتظاهرين القادمين للولاية للمشاركة في المسيرة السلمية بعاصمة الولاية، أين وجد المتظاهرون أنفسهم محاطون بكل أنواع التضامن والتآزر من تنظيم شباب المنطقة، والذي أراد أن يشارك على طريقته بمد يد العون للآخرين. مواطن يوزع الزلابية بالبريد المركزي وبساحة البريد المركزي، قام مواطن بتوزيع الزلابية للمتظاهرين، بحيث كان يسير وسط المتظاهرين ويقدم لهم الزلابية ، وهو ما يعكس روح التضامن والتكافل التي طبعت المسيرات السلمية، أين لم يذخر المواطنون جهدا في إبراز صور التكافل والتضامن بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أصحاب الحافلات يتطوعون لنقل المسافرين مجاناً كما برزت مشاهد مؤثرة خلال المسيرات السلمية التي تقام كل جمعة، من بينها تطوع أصحاب حافلات النقل الجماعي لنقل المسافرين مجانا بغية تسهيل حركية التنقل على المواطنين في أنحاء العاصمة وتنظيف الشوارع، إضافة إلى قيام بعض العائلات بوضع موائد طعام قرب البيوت من أجل إطعام المتظاهرين المارين قربها وتوزيع قاروات المياه والتمور، في وضع يجعلك تحس وكأنك في عرس. شباب يتجنّدون لرفع مخلفات المسيرة هذا ولم يخرج الحراك الشعبي بمختلف ولايات الوطن عن إطاره السلمي، وهو ما أبرزته العديد من صور التضامن والتعاون التي كرسها الشباب خلال مختلف المسيرات المنظمة، فقد عمد هؤلاء المتظاهرين بعدة ولايات على غرار ولاية وهران لإنهاء مسيرتهم بأسلوب جد راقٍ ومتميز، بدليل أنهم لم يتركوا ورائهم مخلفات المسيرة، حيث تم تجنيد شباب لجمع النفايات وقارورات المياه المعدنية التي تم توزيعها على المتظاهرين بمبادرة تطوعية لضمان سيرورة هذه الحركة التي ستبقى درسا في التحضّر والديمقراطية. وببجاية، قام شباب بالتطوع لتنظيف المدينة من مخلفات المسيرة، أين حمل كثيرون أكياس بلاستيكية وقاموا بجمع القارورات البلاستيكية وغيرها من الأشياء، وذلك للحفاظ على وجه المدينة نظيفا، بحيث طبعت هذه الصور التظاهرات السلمية بالولاية، أين يقوم الشباب بالتطوع وتنظيف شوارع المدينة من المخلفات، وهو ما يعكس الوجه الآخر والإيجابي لمظاهر التطوع والتآزر بين أفراد الوطن الواحد، وذلك بشعار التغيير يبدأ منا وهو ما عكس روح التطوع والتضامن لهؤلاء الشباب، والذين صنعوا الحدث بقيامهم بتنظيف مدينتهم والحفاظ عليها نظيفة بعد المسيرات السلمية.