رغم رفض المتظاهرين أي دور لرموز النظام السابق وزبانيته من أحزاب سياسية وشخصيات ورجال أعمال في المرحلة الانتقالية المقبلة، إلا أن هؤلاء يظهرون إصرارا كبيرا على ركوب موجة الحراك الشعبي، محاولين العودة مجددا إلى دائرة الضوء من خلال تحركات وتصريحات ينطبق عليها، بحسب نشطاء وفاعلين في الحراك الحديث الشريف القائل: إذا لم تستح فاصنع ما شئت . ولم تظهر حتى الآن أي مؤشرات توحي بأن المحيطين بالرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة على استعداد للخروج من الحكم وفسح المجال لمرحلة انتقالية هادئة وسلسة تستبعد رموز النظام من أي دور فيها، حيث واصل دعاة العهدة الخامسة مناوراتهم وشطحاتهم رغم الرفض الشعبي لهم، أين أبانوا خلال الأيام القليلة الماضية عن مساع لتكييف أنفسهم مع الواقع الجديد بعد استقالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من منصبه، إما بتغيير خطابهم السياسي أو بالإعلان عن مبادرات سياسية للمساهمة في رسم معالم المرحلة المقبلة التي يريدها الجزائريون، كما هو معلوم، بدون رموز النظام السابق الذين كانوا من أسباب الانسداد الحاصل في البلاد، بدعمهم المفضوح لحكم العصابة التي فككتها هبة الجزائريين السلمية منذ 22 فيفري 2019، فضلا عن تفطن المؤسسة العسكرية للمؤامرات والدسائس التي كانت تسعى للالتفاف حول مطالب الشعب الجزائري. وفي هذا الاتجاه، أعلنت عديد الشخصيات المحسوبة على النظام السابق، ليس فقط عن مباركتها لاستقالة الرئيس بوتفليقة وتثمينها لقرارات الجيش الوطني الشعبي، بل راحت تزايد على الجزائريين وتعلن عن مبادرات لتسيير المرحلة المقبلة، ومن السياسيين أيضا من عبر عنوة عن استعداده للمساهمة في إنجاح الفترة الانتقالية على غرار رئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس. أما الناطق الرسمي للارندي، صديق شهاب، فيسابق الزمن لتبييض صورته المهتزة لدى الجزائريين بفعل تصريحات استفزازية أطلقها خلال فترة دعمه للعهدة الخامسة لبوتفليقة، حيث أعلن عن إطلاق حركة تصحيحية داخل الارندي، وهو الاعلان الذي اثار جدلا كبيرا في الساحة، اين علق عليها عديد النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالقول: كان الاجدر بك يا شهاب الاستقالة عوض المناورة في الوقت الضائع . وهنا استنكر العديد من نشطاء الحراك الشعبي كيف لسياسيين ورجال أعمال عرقلوا بشتى الطرق الحراك الشعبي في بداياته بأوصاف ونعوت من قبيل صح النوم يا جزائريين و نحن مع بوتفليقة حيا أو ميتا ، أن يكون لهم دور في المرحلة الإنتقالية التي تم افتكاكها بفضل تجند رجال ونساء الجزائر في الشوارع لسبع جمعات متتالية. ومنذ بدء الحراك الشعبي في 22 فيفري الماضي، عرفت أحزاب الموالاة الداعمة لبوتفليقة تململاً وانشقاقات غير مسبوقة، في وقت حمّل المتظاهرون تلك الأحزاب مسؤولية ما وصلت إليه الجزائر، وطالبوها ب الرحيل . وحاولت بعض الاحزاب في صورة الأفلان والأرندي تدارك مواقفهما الداعمة لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة بإعلانهما دعم الحراك الشعبي، غير أن ذلك لم يشفع لركيزة نظام بوتفليقة، كما يسميها المراقبون لدى الجزائريين، الذين جددوا رفضهم لبقائهم في السلطة في مظاهرات الجمعة الأخيرة.