أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أن دول مجموعة G7 اتفقت على ممارسة ضغوط على المسؤولين عن التصعيد العسكري في ليبيا وخاصة قائد الجيش الوطني الليبي ، المشير خليفة حفتر. وقال ماس، في مؤتمر صحفي عقده امس عقب اجتماع جرى في مدينة دينار الفرنسية لوزراء خارجية مجموعة G7 ، التي تشمل كلا من ألمانيا والولايات المتحدةوفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا واليابان، بمشاركة مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، فيديريكا موغيريني: اتفقنا على استخدام كافة الوسائل المتوفرة لدينا لممارسة الضغط على المسؤولين عن الأحداث في ليبيا، وخاصة حفتر، من أجل تفادي أي تصعيد عسكري لاحق . وأوضح ماس، أن كل دولة من المجموعة ستستخدم القنوات الموجودة لها، مضيفا أن فرنسا وإيطاليا تمتلكان اتصالات مباشرة مع ليبيا. وبين وزير الخارجية الألماني: الوضع مقلق للغاية ولا نستطيع قبول أي تصعيد عسكري لاحق . لا حل عسكري للأزمة وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، اول امس، إنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية، وإنما حل سياسي فقط. ونوه غوتيرس، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ، أوردها راديو سوا الأمريكي: لا يزال عندي الهدف ذاته وهو تفادي المواجهة العسكرية، وأؤكد مجددا أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية بل حل سياسي فقط . وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد توجه يوم الجمعة إلى شرق ليبيا للاجتماع مع قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، الذي بدأت قواته هجوما لانتزاع السيطرة على العاصمة التي تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني. وأعلن حفتر انطلاق عملية عسكرية لدخول العاصمة، ما أثار ردود فعل دولية دعت إلى وقف التصعيد بين الفرقاء، وسط تأكيد حكومة الوفاق رفضها للحل العسكري وتصميمها الدفاع عن العاصمة. في سياق متصل، قال علي التكبالي، عضو مجلس الدفاع والأمن في مجلس النواب الليبي (برلمان طبرق)، أن الجيش حاول تجنب الحل العسكري، إلا أن ما فعلته المجموعات المسلحة أجبرته على التحرك لفرض الأمن للتمهيد إلى الانتخابات. وأضاف التكبالي، في تصريح صحفي: لقد حرص الجيش على عدم الدخول في معركة، ولكننا لن نترك البلاد للمجموعات المسلحة ليتحكموا بها، حيث أن هذه المجموعات وبشهادة المنظمات الدولية قد ارتكبت العديد من جرائم القتل والسرقة والفساد في الأراضي الليبية . سلامة: نعمل على تجنيب ليبيا المزيد من التصعيد وأعلن المبعوث الأممي الخاص إلى الشأن الليبي، غسان سلامة، امس، أن المنظمة الدولية تعمل على تجنيب ليبيا المزيد من التصعيد. وأكد سلامة، في مقابلة مع قناة 218 التلفزيونية الليبية، عزمه على عقد مؤتمر الملتقى الوطني في مدينة غدامس الليبية في موعده المقرر سابقا، بتاريخ 14-16 من الشهر الجاري. ويعول وسطاء دوليون على أن يسهم الملتقى في توصل الفرقاء الليبيين، ضمن حوار مباشر فيما بينهم، إلى اتفاق حول إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في البلاد، من شأنها إخراجها من أزمتها الراهنة. وجاءت تصريحات سلامة على خلفية مواصلة العملية العسكرية التي بدأها الجيش الوطني الليبي التابع للمشير خليفة حفتر، يوم الخميس الماضي، لتحرير العاصمة الليبية من المليشيات الإرهابية ، بحسب حفتر. ووفقا للمعلومات الأخيرة، فقد بسطت قوات حفتر، في تقدمها المستمر باتجاه طرابلس، سيطرتها على عدة بلدات وضواحيها، إضافة إلى مطار طرابلس الدولي المتوقف عن العمل منذ عدة سنوات. ووجد قلق المجتمع الدولي من عواقب التصعيد العسكري الأخير انعكاسه في بيان صدر، الجمعة، عن مجلس الأمن الدولي الذي أكد، في أعقاب اجتماع مغلق حول الوضع في ليبيا، دعم أعضائه الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لتسوية الأزمة الليبية. ودعا المجلس قوات حفتر إلى التراجع نحو مواقعها السابقة وتفادي أي مواجهة عسكرية. كما أعربت الدول الأعضاء بمجلس الأمن عن عزمها محاسبة الأطراف المسؤولة عن مواصلة الاقتتال في ليبيا، مشيرة إلى أن الأزمة الليبية لا حل عسكريا لها. وتعمل في ليبيا حكومتان متنازعتان، هما حكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دوليا) في طرابلس والتي يقودها رئيس مجلسها الرئاسي، فايز السراج، وكذلك مجلس الوزراء المؤقت تحت قيادة عبد الله الثني، والذي يحكم هو والبرلمان المنتخب الجزء الشرقي من البلاد، مدعوما من الجيش الوطني الليبي .