سجلت المحطة المعدنية لمنطقة زلفانة اهتماما متزايدا من طرف سكان مختلف مناطق الوطن، لاسيما ضمن فئة المسنين، بحثا عن العلاج نظرا للسمعة التي يحظى بها الحمام، حسب ما أكده مسؤول بالمجلس الشعبي البلدي لهذه الجماعة المحلية. وعرف الحمام تدفقا استثنائيا للزوار بحثا عن العلاج بزلفانة التي يرتبط اقتصادها بشكل أساسي بالسياحة الحموية، كما أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي، عمار بن غوشي، الذي لاحظ ارتفاع هذا التدفق من سنة إلى أخرى. وقد فضل حوالي 15.000 زائر قضاء عطلتهم الربيعية بهذه المحطة المعدنية التي لا تقتصر على الدور الكلاسيكي للحمامات بهدف العلاج فقط، بل أصبحت أيضا مكان للانتجاع عرف كيف يحتفظ بالطابع التقليدي الذي يلقى استحسان عدد كبير من الزوار. وحسب غوشي، فان محبي وعشاق الصحراء يقعون في سحر هذه الواحة الجميلة والخضراء محاطة بعدد لا يحصى من الكثبان الرملية، مبرزا بأن الافتتان بحمامات زلفانة يرجع أيضا إلى سمعتها على المستوى الوطني. وتصارع هذه المدينة من أجل احتواء تدفق الزوار بالنظر الى محدودية قدرة استيعاب هذا التدفق الذي قد يصل الى ضعف عدد سكان المدينة، ما يجبر عديد الزوار على الاستقرار بغرداية والتنقل إلى زلفانة يوميا. وتعد قدرة الاستقبال محدودة مقارنة بإقبال الزوار، لاسيما خلال عطلتي الشتاء والربيع، كما أوضحه ل. بوخليفة، مسير حمام بزلفانة، مضيفا بأنه وخلال هذه الفترات التي تتميز بإقبال كبير للزوار يخلق حركة كبيرة في الأسواق وحركة كثيفة للمرور بهذه الجماعة المحلية المعتادة على الهدوء. وعبر مواطنون بزلفانة عن حسن اجواء الاستقبال والضيافة، وقالوا عن أجواء حمامات زلفانة انها جد ممتعة. وعمل ستيني قاطن بتمنراست بمشورة ونصائح أصدقائه بعد معاناة من مرض المفاصل، القيام برحلة نحو زلفانة قصد العلاج بحماماتها المهيأة في شكل أحواض، أين تجري مياه ساخنة غنية بالمعادن لراحة المرضى. زلفانة.. فضاء للراحة والإسترخاء تعتبر زلفانة، الواقعة على ارتفاع 400 متر وسط الحمادة والكثبان الرملية في مفترق الطرق المؤدي نحو ورڤلة وأقصى الجنوب، موقعا ووجهة للراحة والاستجمام. وتستقطب الفوائد العلاجية لمياهها والمتفق عليها بالإجماع آلاف الزوار، سواء من اجل استعادة اللياقة البدنية أو العلاج من عديد الأمراض، كالتهابات المفاصل والأمراض الجلدية. ولا تزال هذه المنطقة المعدنية، التي تتوفر على طاقة إيواء مقدرة ب800 سرير، بعيدة عن تلبية متطلبات الزوار وطالبي العلاج الوافدين عليها، بالرغم من أن عديد المواطنين ينتهزون الفرصة لتأجير سكناتهم ومرائبهم. وتعد مياه زلفانة الحموية، التي تصل درجة حرارتها إلى 41،5 درجة وذات الفوائد العديدة التي أثبتت جدواها العلاجية، الفضل في إنشاء وازدهار هذه المنطقة وذلك منذ اكتشاف أول بئر بها سنة 1947. ويتم تسجيل أزيد من 300.000 زائر سنويا بهذه المحطة المعدنية الصغيرة التي تحصي 9 فنادق صغيرة وشاليهات. وبهدف تعزيز هذه المحطة، تم تهيئة منطقتين للتوسع السياحي لفائدة المستثمرين الراغبين في استحداث وبناء هياكل حموية وفندقية، حسب السلطات المحلية.