بلغت حملة جمع الكرز أوجها عبر ولاية تلمسان، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها هذه الفاكهة، لاسيما ببني صميل وعطار وواد لخضر ولالا ستي. وتعرف هذه القرى الهادئة من نهاية شهر ماي وحتى أواخر شهر جويلية حركة دؤوبة للتجار الذين يأتون من جميع أنحاء الوطن وخاصة وسط البلاد لاقتناء هذه الفاكهة المحبوبة التي لا يزال سعرها باهظ الثمن للمستهلكين. ومنذ ظهور هذه الفاكهة في المحلات والأسواق، تجاوز سعرها الألف دينار للكيلوغرام الواحد وحتى في عز حملة الجني لم ينخفض سعرها بشكل كبير، حيث يتم بيعها لتجار التجزئة على مستوى السوق الرئيسي في تلمسان ما بين 550 و700 دج للكلغ، وهو ما ليس في متناول المستهلك. ويرى محمد، وهو رب أسرة، أنه من غير المعقول بيع الكرز بهذه الأسعار عندما نعلم أن ولاية تلمسان هي من أكبر الولايات المنتجة لهذه الفاكهة في البلاد، في حين أن الموز الذي يتم استيراده يباع ب200 دج. وبالنسبة لأصحاب البساتين أمثال ميلود، فإن سوق الكرز وكذا الفواكه والخضروات الأخرى يعرف مضاربات غير عادية، مشيرا إلى بذل جهود هائلة من أجل إعادة إعمار البساتين المتدهورة بعد عودة الهدوء عقب العشرية السوداء. كما يتأسف هذا الفلاح كون المضاربين الذين لا يبذلون أي جهد يكسبون أكثر بكثير من أولئك الذين يعتنون بأشجار الكرز على مدار السنة، موضحا أن هذه الأشجار حساسة للغاية ويمكن أن تصاب بالأمراض بسهولة كبيرة مما يستدعي العناية المكثفة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة وزراعة الآلاف من أشجار الكرز، فمن الضروري، حسب ما اقترحه ذات الفلاح، تعميم هذا المحصول في جميع المناطق الجبلية لزيادة الإنتاج مع تنظيم المسار التجاري لهذه الشعبة الفلاحية حتى يتمكن المواطن من الحصول على هذه الفاكهة بسهولة. وفي نفس الصدد، تجدر الإشارة إلى أن منطقة بني سنوس الواقعة جنوب غرب عاصمة الولاية والمعروفة بزراعة الزيتون والعديد من الفواكه، كانت لها تجربة ناجحة في زراعة الكرز وهو ما سيسمح، حسب مسؤولي المصالح الفلاحية، بزيادة الإنتاج، مشيرين إلى نجاح نفس التجربة في بلدية عين فزة. وكما هو الحال في السنوات السابقة، تستعد تلمسان المشهورة بزراعة الكرز لتنظيم النسخة الثامنة من مهرجان الكرز في موقع الحوض الكبير التاريخي لعاصمة الولاية، وفقًا لمصدر مسؤول عن بلدية تلمسان، حيث سيعرض المنتجون من مختلف مناطق الوطن أنواعا مختلفة من الكرز في الفترة من 11 إلى 13 جوان وهي التظاهرة التي ستكون مفتوحة للجمهور الذي سيحضر بقوة مثل كل سنة للاستمتاع بهذه الفاكهة.