عرفت ولاية وهران خلال السنتين الأخيرتين ميلاد مستثمرات فلاحية تتخصص في زراعة بعض المنتجات النادرة و أخرى الجديدة بالمنطقة و منها إنتاج الفراولة بمنطقة سيدي بن يبقى و البروكولي بحاسي بن عقبة و الخص الشوكي بكريشتل و غيرها من المحاصيل التي يحتاج تطويرها لتدعيم من طرف الدولة و هو ما يمثل أهم مطالب هؤلاء المنتجين الذي خاضو هذه التجارب الفتية و التي يعول عليها كثيرا في مضاعفة و تنويع الإنتاج الفلاحي بالولاية خاصة و أن أغلب هذه المنتجات تعرض بالأسواق بأسعار باهظة كونها مستوردة أو موردة من ولايات اخرى فعلى سبيل المثال عرضت هذا الاسبوع طماطم التزيين بنوعيها طماطم السوريز و الاوليفار الاولى التي تأخذ شكل حب الملوك و الثانية شكل حبة الزيتون ب 500دج للكلغ الواحد كما عرض الكرنب الصغير شو د بروكسيل بنفس السعر ،الفلفل الاحمر و الاصفر و البرتقالي عرض ب 400دج للكلغ ،البروكولي او القرنبيط الاخضر حدد سعره ب 350دج للكلغ الواحد هي مجموعة من الخضر النادرة بالاسواق و على الاغلب فانها لا تتوفر سوى بمحلين اثنين وسط مدينة وهران و بطاولتين لعرض الفواكه و الخضر النادرة بسوق لاباستي بحيث اكد الباعة الذين يعرضون هذه المنتوجات انها مستوردة و يتزودون بها من سوق الجملة بالكرمة للخضر و الفواكه او يجلبونها من ولايات مجاورة ،السؤال الذي يطرح نفسه هل الأراضي الفلاحية بوهران صارت عقيمة من اجل انتاج مثل هذه الخضروات و غيرها من الفواكه مثل الفراولة التي تجلب من البليدة و سكيكدة او الخوخ المسطح المستورد او الذي يجلب من ولايات مجاورة. لذلك قمنا بجولة إستطلاعية قادتنا نحو العديد من الأسواق و المزارع بوهران اين تسنى لنا التعرف على بعض الفلاحين الذين خاضوا تجارب جديدة في ميدان الزراعة كللت بالنجاح منها تجربة زراعة الفراولة و طمام الكرز و الكرنب الصغيرةو زراعة الفراولة ببلدية سيدي بن يبقى تجارب جديدة تكلل بالنجاح من هذه التجارب إنتاج الفرولة بمنطقة سيدي بن يبقى حيث قام رضوان سعدون من ولاية الشلف و البالغ من العمر 28سنة باستئجار أرض فلاحية مساحتها 10هكتارات و زرع فيها مجموعة من الخضر و الفواكه منها البطيخ و الطماطم و ترك حيزا ليقوم بتجربة زراعة الفراولة لأول مرة بوهران و التي كللت بالنجاح و قد قام بتزويد سوق المنطقة الصغير بكميات منها خلال الشهر الجاري و لا تزال الارض تنتج لحد الساعة خيرات من هذه الفاكهة التي فاق سعرها. 500دج بأسواق مدينة وهران و هي فاكهة سريعة التلف يجلبها التجار و الباعة من مدينة سكيكدة و البليدة و غيرها من الولايات و كثيرا مااشتكى الزبائن من الغش الذي يمارسه العديد من الباعة عند وزن كمية الفراولة المطلوبة و تحضيرها في علب أين يتم وضع حبات الفراولة الفاسدة في اسفل العلبة و تبقى الكمية الصالحة كديكور يغري عين المستهلك ،من جهتهم أكد بعض الباعة انهم مجبرون على هذه الطريقة لبيع منتوجاتهم خوفا من التعرض للخسارة خاصة و ان هذه الفاكهة لا تتحمل البقاء طويلا بالسوق قبل الاستهلاك .و قد مر وقت طويل منذ قطفها إلى غاية وصولها نقطة البيع نتيجة بعد المسافة. يقول يوسف سعدون ان تجربته في إنتاج الفراولة بوهران كانت ناجحة لكن المشاكل التي يواجهها حالت دون اتمام فرحته منها غياب اليد العاملة و قلقه الدائم من تلف المنتوج لوجود الخنازير بالمنطقة و شدة الرياح و يبقى اهم مشكل يعترض طريقه لبلوغ هذفه الحقيقي في اغراق السوق بمختلف أنواع الفواكه و الخضر هو عدم تملكه لأرض فلاحية و اعتماده على الاستئجار الذي يشكل له أكبر معضلة و يتمنى لو يحظى بالتفاتة من قبل الدولة لدعمه بقطعة أرض . و في مجال انتاج طماطم الكرز بمنطقة حاسي بونيف و الكرم الصغير بحاسي بن عقبة ينشط شاب اخر قدم من تيبازة و استأجر قطعة أرض ببلدية حاسي بونيف ليقوم بتجربة زراعة الفراولة التي فشلت ليقوم بعدها بتجربة زراعة طماطم الكرز التي تكللت بالنجاح و زود اسواق بلدية حاسي بونيف هذه الفترة بكميات معتبرة من هذه المادة بحيث تجدر الإشارة إلى أن سكان هذه المنطقة غنية بمختلف أنواع الخضر المنتجة بأراضيها لكنها لا تتوفر على مثل هذه الخضر النادرة و عليه يلجأ المستهلك الراغب بشراء مثل هذه المواد إلى اسواق وسط المدينة. نقص الخبرة في مجال إنتاج هذه المحاصيل أحد العوائق الفلاح بن حليليبة ببلدية حاسي بن عقبة و الذي عرف بحبه للأرض و تعلقه بالنباتات يقدم دروسا و نصائحا للشباب الراغب بالتكوين و دخول عالم الفلاحة ، له تجربة طويلة في هذا المجال و قد قام بغرس و زراعة العديد من المواد من اجل الاستهلاك الشخصي بحيث أنتجت أرضه هذه المرة كميات معتبرة من الكرنب الصغيرة شو د بريكسيل و هي مادة نادرة بالاسواق و غنية بالكثير من الفيتامينات و تجدر الإشارة في هذا الإطار لكون الفلاحين إشتكو نقص التكوين و ضعف خبرة الفلاحين في مجال إنتاج مثل هذه المحاصيل الجديدة و هو ما يتسبب في خسارتهم أحيانا . كذلك إنتاج الخوخ المسطح ببوسفر و كليمونتين مسرغين هي منتجات يتقلص إنتاجها سنويا في الوقت الذي اتبثت التجربة ان أراضي وهران الفلاحية صالحة لانتاج كميات و انواع من الخضر و الفواكه من خلال تجارب فلاحين تكللت بالنجاح ينادي فلاحون آخرون بضرورة التفات السلطات المعنية الى امر الفواكه و الخضروات الآيلة للزوال و احاطتها برعاية خاصة منها فاكهة الكليمونتين التي اكتشفت لأول مرة بالعالم ابان لاستعمار الفرنسي بمنطقة مسرغين سنة 1902 و قد اغرق منتوج اراضي هذه المنطقة منذ اجيال مختلف الاسواق بهذه الفاكهة التي نجح الفلاحون في زراعتها و تطويرها بمختلف دول العالم بعد ذلك و لانها لم تجد اليد التي ترعاها في ظل مواجهة الفلاح و المزارع بوهران لعدة مشاكل فانها تسير نحو طريق الزوال بتسجيل نقص كبير في كميات الانتاج كل سنة تعقب الاخرى و ذلك حسب ما أكده العديد من المزارعين بالمنطقة اين اشار البعض منهم أن نقص الامطار و صعود ملوحة الارض من اهم النقاط التي تسببت بمشكلة ضآلة المنتوج خلال السنوات الاخيرة، هذا و قد كان يعتقد الكثير من المواطنين ان الخوخ المسطح ما هو الا منتوج من المنتوجات المستوردة إلا أن فلاحون منطقة بوسفر أكدوا أن هذه الفاكهة تنتج منذ سنوات طويلة بالمنطقة بكميات قليلة و هي في طريقها ايضا للزوال لان المزارع البسيط لا يمكنه أن يتخطى جملة المشاكل الكبيرة لوحده كل سنة فالارض بحاجة إلى رعاية كبيرة تفوق طاقة الفلاح البسيط لإعطاء منتوج اكبر. مديرية الفلاحة تتابع هذه المنتجات من خلال مرافقة الفلاحين الخس الشوكي بكريشتل يستقطب الزبائن من خارج الولاية تنتج بساتين كريشتل كميات كبيرة من الخس الشوكي المعروفة بسلطة فريزي و هو من الخضر النادرة وتعرض في السوق الفوضوية المعروفة بساقية العنصر اين يقوم المزارع يجلبها من البساتين بالمنطقة السفلى و يصعد بها المرتفعات الى غاية الساقية و هي منبع مائي حلو المذاق تنجرف مياهه الى غاية المنحدر لتروي بساتين المنطقة ، و تستقبل سوق العنصر الكثير من الزبائن القادمين من داخل و خارج الولاية منهم مستهلكين و منهم باعة يشترون الخس الشوكي ب 50دج للحزمة و يعيدون بيعه بسوق لاباستي ب 100دج و يؤكد سكان كريشتل ان هذه المادة غنية بفيتامينات كثيرة و هي محاربة الكثير من انواع السرطانات. هذا و قد ذكر العديد من الباعة بسوق كريشتل ان المزارعين بالجهة الشرقية من وهران افلحوا في زراعة البروكولي أو الشوفان الاخضرو الذي كان منذ اسابيع يعرض بكميات قليلة بسوق الأوراس و بعض المحلات الخضر النادرة ب500دج لينزل هذا الاسبوع الى 200دج للكلغ الواحد. من جهته يؤكد السيد بن موسى جلول رئيس مصلحة الانتاج و الدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية ان الميدان الذي ينشط فيه جعله يكتشف ان الكثير من المزارعين بوهران تنتج أراضيهم موادا نادرة و غنية بالكثير من الفيتامينات إلا أن الندرة التي تشهدها خلال السنوات الاخيرة مثل فاكهة الكليمونتين و الخوخ المسطح باتت تدق ناقوس الخطر بشكل يستدعي التفاتة حازمة من قبل السلطات المحلية و وزارة الفلاحة و من تم يجب تدعيم هذه المنتجات من خلال اعداد برنامج خاص من قبل السلطات الوصية لمنع تقلص المحاصيل من جهة و كذا تدعيم مثل هذه الأنواع الجديدة و التي تتطلب كل التشجيع و هو ما تعمل لأجله الفرق التابعة لمديرية الفلاحة من خلال تكوين الفلاحين و إعطائهم المعلومات اللازمة و متابعة نشاطهم.