اختار الإعلامي التونسي ومدير مكتب قناة الجزيرة السابق ببيروت غسان بن جدو، أن يطلق قناته الفضائية الإعلامية الجديدة "الميادين"، لتكون منافسا جديدا ل"الجزيرة"، في وقت تتهافت فيه القنوات الفضائية، والإخبارية منها على وجه الخصوص، لاحتلال مكانة مميزة لدى المشاهد العربي والعالمي، أو للحفاظ على مكانتها، التي أفقدتها الثورات الشعبية في بعض الدول العربية نزاهتها ومصداقيتها. أجمع الإعلاميون العرب أن قناة "الميادين"، سوف تتمكن من ملئ الفراغ الذي خلفته قناة الجزيرة بعد خروجها عن خطها الإعلامي المعهود، من خلال ما جسدته السياسة العامة للشبكة، التي تلاها الإعلامي بن جدوا في مؤتمر صحفي خصص للإعلان عن ميلاد القناة، حيث أكد بشأنها أنها "عبارة عن شبكة إعلامية نواتها قناة فضائية بالاضافة الى شركة "الاتحاد" للإنتاج، وإذاعة وموقع الكتروني وشركة إعلان ووسائط إعلامية أخرى ستبصر النور تباعا". وقد جاءت "الميادين" في مثل هذا الوقت لتعيد التوازن إلى الساحة الإعلامية العربية، وتقدم لب الحدث، بدون تحريف للأحداث أو تزييف للحقائق. وأكد وائل دعدوش المدير مسؤول النشر لجريدة "المشوار السياسي" أن هذه القناة من شأنها أن تصنع التوازن في الساحة الإعلامية العربية، بحيث ستوفر للمشاهد العربي فرصة اختيار القنوات الإخبارية الموضوعية، وتنقذه من مخالب قنوات الفتنة والتحريض، وقال دعدوش أن حسان بن جدو معروف باحترافيته ومواقفه الشجاعة والتي ستساعدانه في المضي بالقناة إلى مصاف القنوات الرائدة. وحيا دعدوش هذه الخطوة وتمنى لبن جدو النجاح في مشروعه الجديد، قائلا: "لا يمكننا إلا أن نبارك ونحيي هذه الخطوة، والتي نتمناه أن تكون مبراسا في طريق البحث عن الحقيقة والموضوعية". وحسب ما أكده نصر الدين نواري، رئيس تحرير جريدة الأيام الجزائرية، في حديثه ل"السياسي" فإن القناة "ستكون هادئة هدوء بن جدو، وهادفة هدف آرائه"، مشيرا إلى أنها ستكون منبرا للحوار البناء الذي يتيح المجال للرأي والرأي الآخر، من منطلق أن الإعلامي غسان بن جدوا لطالما عرف بكونه رجل حوار، بحيث ستكون مشابهة إلى حد ما بقناة الجزيرة في صيغتها القديمة، التي طالما ضرب بها المثل في حجم مصداقية أخبارها، ونزاهة إعلامييها، فيما ستمزج بين الرأي والخبر. وتضم هذه القناة كوكبة من الإعلاميين أبرزهم أحمد قنديل وزاهي وهبة وعمرو ناصف، وهم الإعلاميين المعروفين بخطهم المقاوم للمشروع الصهيو أمريكي في المنطقة، وتحرص قناة الميادين على تقديم الصورة الكاملة والمعلومة الدقيقة وعلى نقل الواقع كما هو، بلغة صحافية محترفة، تلتزم المهنية والتوازن وبرؤية إعلامية حديثة، تحاكي العصر والمستقبل، فيما ستتعاطى مع الفلسطينيين كشعب واحد في الوطن وفي الشتات، وككل متكامل في الداخل، وتؤيد حق الشعوب في مقاومة الاحتلال وعلى رأسه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والأراضي العربية. يشار إلى ان بن جدو قد ترك الجزيرة على أعقاب اندلاع أحداث سورية متهما القناة التي تبث من دولة قطر بأنها تفتقر على المصداقية والمهنية والموضوعية، وان كثيرا من الأخبار سيتم تسييسها لأغراض لا تصب في خدمة الأمة العربية.