أكد وزير العدل حافظ الاختام، بلقاسم زغماتي، أمس بالجزائر العاصمة، انه تم تحويل كافة صلاحيات السلطات العمومية (الإدارة) في المجال الانتخابي الى السطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وذلك بموجب مشروع قانون الانتخابات. وأكد وزير العدل، ان السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ستعهد لها مهمة تنظيم ومراقبة الانتخابات في جميع مراحلها، بداية من استدعاء الهيئة الناخبة، إلى غاية إعلان النتائج الأولية. وقال زغماتي، خلال عرضه على لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات مشروع قانون عضوي يتعلق بالسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، انه تم بموجب هذا النص تحويل كافة صلاحيات السلطات العمومية أي الإدارية في المجال الانتخابي الى هذه السلطة، التي ستتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلالية المالية والإدارية وستعهد لها مهمة تنظيم العملية الانتخابية ومراقبتها والاشراف عليها في جميع مراحلها، بداية من استدعاء الهيئة الناخبة الى غاية اعلان النتائج الأولية للانتخابات. وأوضح ان هذه السلطة ستتولى كافة الصلاحيات التي كانت موكلة للإدارة العمومية في المجال الانتخابي، بحيث ستشرف على العملية في كافة ربوع الوطن وخارجه، كما انها تتمتع بميزانية خاصة لتسييرها واعتمادات موجهة للعمليات الانتخابية. وأبرز زغماتي، ان النص المقترح الخاص بهذه الهيئة والمتكون من 54 مادة تضمن تحضير واجراء الانتخابات بكل نزاهة وشفافية وحياد، ولتحقيق ذلك تقوم الهيئة بمسك البطاقية الوطنية للهيئة الناخبة وقوائم الانتخابات بالبلديات والقنصليات وكذا استقبال ملفات الترشح لرئاسة الجمهورية والفصل فيها الى جانب إعلان النتائج، ومراقبة تمويل الحملة الانتخابية. كما تتلقى هذه السلطة، يضيف الوزير، كل عريضة او تبليغ او احتجاج متعلق بالانتخابات، مؤكدا في الأخير أن مشروع هذا القانون والتعديلات المتعلقة بقانون الانتخابات تندرجان في اطار تطبيق مقاربة رئيس الدولة ومخرجات لجنة الحوار والوساطة. إلغاء شرط جمع 600 توقيع من المنتخبين هذا واقترحت الهيئة الوطنية للحوار والوساطة، في تقريرها النهائي، بتعديلات على 41 مادة تتعلق بتنظيم العملية الانتخابية وشفافيتها وتضمن نزاهة الاقتراع، ومن بين هذه المواد إلغاء شرط جمع 600 توقيع للمنتخبين المترشحين للرئاسيات وكذا تخفيض عدد التوقيعات من 60 ألف إلى 50 ألف توقيع. التعديلات المقترحة على نص القانون العضوي للانتخابات تخص الباب المتعلق بالانتخابات الرئاسية فقط ربحا للوقت وتضمن تعديل مواد وإسقاط أخرى وإضافة مواد جديدة في ملف الترشح للرئاسيات. وعن ذلك، يقول أستاذ القانون الدستوري، بوزيد لزهاري، وعضو هيئة الحوار والوساطة: لقد أدخل هذا الشرط نظرا لطلبات النخبة، والآن نحن متجهون إلى أجيال جديدة تطمح أن تريد أن تصل إلى منصب رئيسا للجمهورية، يجب أن تكون مسلحة على الأقل بشهادة جامعية . كما تم تخفيض عدد التوقيعات إلى 50 ألف توقيع فردي على مستوى 25 ولاية، يضيف الأستاذ بوزيد لزهاري: إن المادة 142 كانت تطلب سابقا من المترشح بالإضافة إلى ملف ثقيل، إمّا توقيع لمنتخبين في مجالس منتخبة (المجالس البلدية الولائية) ومجلسي الشعب والأمة، هذه المادة تم إلغاؤها حتى تتماشى التعديلات مع روح الحراك. وعن هذا التعديل المتعلق بجمع التوقيعات بغية إضفاء شفافية أكثر على العملية الانتخابية، يقول محمد صغير سعداوي، مدير مخبر البحث القانوني والتنمية بجامعة بشار، واحد المشاركين في الجلسة الختامية للتعديلات: إدراج هذه المسألة في الأحكام الانتقالية الخاصة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، أما بعد ذلك عندما يتم تشكيل مجالس من جديد في ظروف حسنة فانه لا حرج في إعادة العمل بهذا الشرط . نظام وسلطة الإنتخابات أمام البرلمان اليوم يستأنف المجلس الشعبي الوطني، اليوم، أشغاله في جلسة علنية يخصصها لمناقشة مشروع قانون عضوي يعدل ويتمم القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات ومشروع قانون عضوي يتعلق بالسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، حسب ما افاد به أمس بيان للمجلس. يذكر أن مجلس الوزراء، المنعقد الاثنين برئاسة رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، كان قد صادق على هذين النصين القانونين. وترمي هذه المراجعة إلى إدماج مختلف الاقتراحات المقدمة من قبل الطبقة السياسية، والشخصيات الوطنية وممثلي المجتمع المدني، التي جمعتها الهيئة الوطنية للحوار والوساطة، بهدف اصلاح المنظومة التشريعية المتعلقة بنظام الانتخابات.