أهم ما ميز الأيام الأخيرة التي سبقت حلول عيد الأضحى المبارك هو الظاهرة الغريبة التي غزت المجتمع الجزائري خلال السنوات الأخيرة فور أن ترك البعض سنة نبينا إبراهيم عليه السلام المتمثلة في نحر الأضحية خلال عيد الأضحى المبارك وفقا لقول الله تعالى: {وفديناه بذبح عظيم} وذهب هؤلاء إلى أبعد من ذلك حينما أصبح العديد يتهافت وراء حلبات المصارعة التي تعد فيها أضحية العيد بطلة دون منازع وتغيرت المفاهيم وأصبحت أضحية عيد الأضحى مثالا للقوة والجسامة والثمن الباهظ، للتفاخر والتباهي تارة أو عرض هذه الأخيرة وسط حشد من الجماهير تارة أخرى لتشكل حلبات مصارعة الكباش هذه نموجا للفرجة. وقد تضاعفت مستويات هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة نتيجة إقبال العامة الكثيف عليها وهو ما ساهم بشكل أو بآخر في إنتشارها. أستاذ شريعة: "مصارعة الكباش أصبحت نوعا من القمار" كشف الأستاذ (ب.ف) أستاذ علوم شرعية بإحدى ثانويات العاصمة عيد الأضحى هو شعيرة دينية ومناسبة عظيمة بحيث يتقرب المسلم إلى ربه بذبح الكباش فيفرحون ويتبادلون التهاني، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت الكباش نقمة وليست نعمة تدخل الفرحة والسرور على قلوب المحتاجين مفصحا في ذلك أن الكباش أصبحت مسرحا للمصارعة حيث تجتمع مجموعة من الفضوليين للنظر في مصارعة الكباش وهم يتباهون بهذا المنظر وفي الحقيقة هو حرام. إذ بدأنا نبتعد عن سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث نتفاخر في شراء الأضحية والتباهي وتزيينها. كما شدد أستاذ الشريعة على القول أنه من الأشياء المحرمة في الإسلام هي أن نلحق الضرر بالحيوان ونعذبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطائر يعج إلى الله فيقول له ربي قتلني بغير منفعة"، وأصبحت كذلك مصارعة الكباش تدخل في لعب الميسر-القمار- والتطاول في الأموال فيما بينهم وهذا حرام لأن القمار حرمه الله وقال الله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه} فمصارعة الكباش أصبحت قمارا عند بعض الناس. وعلى الرغم من خطورة الظاهرة التي عرفت شيوعا منقطع النظير خلال السنوات الأخيرة خصوصا وأنها أساءت إلى تعاليم ديننا الحنيف إلا أنها آخذة في الإنتشار والتطور يوما بعد آخر في ظل إنعدام الرادع الداخلي.