ذكرت صحيفة واشنطن بوست ، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كثّفت في الآونة الأخيرة تحقيقها في قضية البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون. وأفادت واشنطن بوست ، بأن محققين من وزارة الخارجية تواصلوا مع نحو 130 مسؤول خلال الأسابيع الأخيرة بشأن رسائل بعثوها عبر البريد الإلكتروني قبل سنوات، وكانت مصنفة على أنها سرية بأثر رجعي، وأرسلت جميعها أو تم تحويلها في نهاية المطاف إلى بريد كلينتون الإلكتروني الخاص وغير الآمن. وأفادت الصحيفة نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين أن محققي وزارة الخارجية بدؤوا اتصالاتهم بالموظفين قبل نحو عام ونصف، لكن الأمر ترك لاحقا قبل أن يعاد إحياء الملف في اوت. لكن يبدو أن الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في الرسائل التي بعثوها لكلينتون في التحقيق لا يواجهون خطر ملاحقتهم قانونيا. وتزامن الكشف عن الجهود الجديدة المرتبطة بالملف مع فتح الديموقراطيين في الكونغرس تحقيقا يهدف إلى عزل ترامب على خلفية الاتهامات بأنه حاول الضغط على الرئيس الأوكراني فلاوديمير زيلينسكي ليساعده في جمع معلومات من شأنها أن تدين منافسه الرئيسي المرجح في انتخابات 2020 جو بايدن. وينفي مسؤولو وزارة الخارجية أن تكون أهداف إعادة إحياء التحقيق سياسية، حيث نقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في الوزارة طلب عدم الكشف عن هويته: لا علاقة لذلك بالشخص الموجود في البيت الأبيض... هذا هو الوقت الذي استغرقه النظر في ملايين رسائل البريد الإلكتروني، وهو نحو ثلاثة أعوام ونصف . لكن مسؤولا أمريكيا رفيعا سابقا قال إن التحقيق يبدو وسيلة للجمهوريين لإبقاء قضية بريد كلينتون الإلكتروني حيّة وطريقة لتشويه صورة مجموعة كبيرة من الديمقراطيين في مجال السياسة الخارجية. وحسب الصحيفة، فإن إحياء قضية رسائل كلينتون الإلكترونية يفتح جبهة جديدة قد توجه فيها إدارة ترامب اتهامات جديدة باستغلال السلطة لخصومه السياسيين. نيويورك تايمز تطرح تفسيراً جديداً بدورها، اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يرغب في العثور على معلومات تثبت تورط كييف في محاولات التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016. وأشارت الصحيفة في تقرير مطول نشرته امس واستندت فيه إلى معلومات حصلت عليها من وثائق ومصادر في الولايات المتحدةوأوكرانيا، إلى أن ترامب وعلى الرغم من الاستنتاجات التي توصلت إليها أجهزة المخابرات ووزارة العدل الأمريكية بأن روسيا كانت مسؤولة عن التدخل في انتخابات عام 2016، كان يميل إلى البحث عن دليل على أن هذا التدخل كان مرتبطا بأوكرانيا. وحسب التقرير، فإن ترامب كان يركز على نظرية مؤامرة مثيرة للشك تفيد بأن المراسلات الإلكترونية المفقودة ل(المرشحة الديمقراطية السابقة) هيلاري كلينتون يمكن العثور عليها هناك (في أوكرانيا). وتزعم الصحيفة، أن ترامب أوفد محاميه رودولف جولياني إلى أوكرانيا لمهام تتضمن البحث عن هذه المعلومات أيضا. وحسب رواية نيويورك تايمز ، فإن ترامب أوصى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي خلال محادثة هاتفية معه في يوليو بأن يتعاون مع وزير العدل والنائب العام الأمريكي ويليام بار في عدد من القضايا، بينها نظرية مؤامرة غير مؤكدة، والتي بموجبها أوكرانيا وليس روسيا كانت وراء اختطاف المراسلات الإلكترونية للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأمريكي في عام 2016، ويمكن العثور على رسائل بريد كلينتون الإلكتروني المفقودة على خادم في أوكرانيا. ووفقا للتقرير، مارس ترامب وجولياني سياسة ظل خارجية في ما يتعلق بأوكرانيا، تختلف أهدافها عن السياسة الأمريكية الرسمية، وكان ترامب يعتقد، على وجه الخصوص، أن بعض القوى في أوكرانيا المرتبطة بالحزب الديمقراطي الأمريكي، ساهمت في نشر معلومات مسيئة ببول مانافورت، الذي كان رئيسا لحملته الانتخابية عام 2016 واستقال من هذا المنصب على خلفية ظهور اسمه في ما يسمى دفاتر المدفوعات السوداء لحزب المناطق الأوكراني. يأتي تقرير نيويورك تايمز في إطار الانتقادات الحادة التي تعرض لها ترامب في الأيام الأخيرة بعد تسريب مضمون محادثته مع زيلينسكي، حيث اعتبر خصوم ترامب أنه حاول التأثير في الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال طلبه من نظيره الأوكراني فتح تحقيق في أنشطة هانتر بايدن، نجل نائب الرئيس الأمريكي السابق ومنافس ترامب المحتمل في الانتخابات جو بايدن، والذي تولى قبل سنوات منصبا في مجلس إدارة شركة أوكرانية. وأطلق الديمقراطيون في الكونغرس، الثلاثاء، الخطوة الأولى في إجراءات عزل ترامب بشبهة إساءته استغلال السلطة ونكثه بالقسم عبر سعيه للحصول على مساعدة دولة أجنبية لتقويض ترشح بايدن.