أكد، أبو بكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية أن نسبة العنف في المدارس الجزائرية لا تتعدي الواحد بالمئة، مشيرا إلى أن هذه النسبة ترتفع عند تلاميذ الطور المتوسط. وأبرز أبو بكر بن بوزيد في ملتقى دولي حول الشباب والعنف المدرسي في بلدان المغرب العربي الذي نظم بفندق »دار الضياف« بالشراقة، أن ظاهرة العنف وبعض الآفات الاجتماعية أخذت حائزا هائلا وبدأت تتوسع على المدارس وعلى المجتمع وهي تشكل عائقا في سبيل مسعى تطوير التعليم، مضيفا أن التكفل بهذه الظاهرة تستلزم تحليل طبيعتها ونتائجها، حيث أشار وزير التربية لبعض الدراسات التي أثبتت أن 50 بالمئة من الأطفال تعرضوا لصدمات نفسية تبقى أثرها لمدة طويلة، و60 بالمئة من الكبار الذين يظهرون سلوكات عدوانية ويبدون العنف نتيجة لعنف مورس عليهم. ومن جهة أخرى ذكر بن بوزيد أهم أسباب العنف المدرسي والتي مثلها في الإضطرابات النفسية للتلميذ وفشله في الدراسة مشيرا لعوامل أخرى كالتفكك الأسري أو لعوامل نفسية وظرفية أو لمشاكل اقتصادية. كما أشار وزير التربية أن برامج العنف التلفزيونية لها أثر في انتشار هذه الظاهرة بالنسبة للصغار والمراهقين مضيفا في نفس السياق أن المدرسة هي جزء من المجتمع تتحمل انعكاساته أمام هذه الظاهرة، مؤكدا أن قطاع التربية الوطنية لم يبق مكتوف الأيدي حيث تم التوصل إلى معرفة دقيقة عن الظاهرة وفق دراسة أجريت سنة 2003 حول العنف المسجل داخل الأقسام، ومردها السلوك غير المهذبة وعدم احترام القانون، والعنف في مفهوم التلاميذ يتمثل في ما يسيطر عليه الضرب والتعسف في السلطة حسب الدراسة. واعتبر وزير التربية التلميذ طرفا ضحية مشيرا إلى أن هناك الجو اللأمني بجوار بعض المؤسسات ويصبح التلميذ يمارس السرقة وشراء المخدرات وحتى الضرب، مضيفا أن هذه الظاهرة محدودة بشهادة إحصائيات الأمن والدرك الوطني ووزارة الداخلية حيث لا تتجاوز 1 بالمائة في الوسط المدرسي، معتبرا أن نسبة الظاهرة نجدها أكثر في التعليم المتوسط لكون التلاميذ في سن المراهقة. وقد ذكر بن بوزيد بقانون 2008 الذي نص على احترام التلاميذ لمدرسهم، ومنع العقاب الجسدي من أي طرف كان بهدف مصالح كل عضو في المدرسة وعمل التربية على المواطنة وترفيه الحس المدني من خلال البرامج المقدمة برامج التربية الخلقية، التربية الإسلامية، الاجتماعية، وحقوق الطفل، المرأة، التسامح وتنظيم مسابقات ذات صلة بالموضوع. وفي الأخير اعتبر بن بوزيد أن هذا المنتدى تحضير لخطة وطنية بأسلوب دقيق، وأن المدرسة الجزائرية تفتح أبوابها أمام الباحثين للعمل سويا لحل المشاكل الاجتماعية في البلاد.