تعيش العديد من العائلات القاطنة بشاليهات أولاد هداج، من تدهور الوضعية الاجتماعية والحالة المزرية، بسبب الهشاشة الكبيرة التي لحقت بهذه السكنات، إضافة إلى غياب المرافق الضرورية التي تعينهم على صعوبات الحياة. يشكو العديد من السكان القاطنين بشاليهات أولاد هداج من غياب أدنى المرافق الضرورية، حيث تنعدم الإنارة العمومية، التي ولّدت حالة من اللاأمن وسط القاطنين، والذين ابدوا تخوفهم الكبير من الخروج في الفترات الليلية واضطرارهم إلى قضاء معظم سهراتهم داخل بيوتهم دون رؤية الأحباب والأصدقاء، متخوفين من الاعتداءات والسرقة، خاصة عندما يشتد الظلام، حيث يعمل العديد منهم إلى استعمال المصباح اليدوي حتى يتمكنوا من رؤية الطريق، ناهيك عن مشكلة التذبذب المستمر في تزود السكان بالمياه، ما جعلهم يتنقلون الى مناطق أخرى من أجل التزود بالمياه، بالاضافة إلى عدم وجود مصلحة قريبة للاستعجالات التي من شأنها إسعاف المرضى. وفي نفس السياق، قال عمي محمد بأن المنطقة لا تتوفر على مركز طبي كفيل بإسعاف المرضى والتكفل بهم خاصة الذين يكونون في حالات حرجة، وفي هذا السياق، ذكر السكان بأنهم يتجرعون معاناة شديدة، نتيجة الظروف القاسية المحيطة بهم، خاصة في ظل عدم امتلاكهم لمساكن تليق بهم وتحميهم من قساوة الظروف الخارجية، وتنسيهم المرارة التي يعيشونها، كما أكد السكان ل"السياسي" عن المعاناة اليومية التي يتكبدها التلاميذ الصغار بسبب بعد المؤسسات التعليمية عنهم، حيث يضطر العديد من الأولياء لاصطحاب أبنائهم إلى المؤسسات القريبة إليهم، وهي الحالة التي أثقلت كاهلهم، خاصة وأنهم يضطرون إلى الاستيقاظ باكرا حتى لا يصلوا متأخرين عن مقاعد الدراسة، ناهيك عن انعدام المرافق الرياضية والترفيهية بالجوار التي من شأنها إخراج الشباب من العزلة التي يعيشونها، والتي تلعب دورا هاما في تثقيف الشباب وتوعيتهم، ومنعهم من الانسياق وراء الانحرافات، على غرار التدخين والسرقة، وتجارة المخدرات. وتعود معظم الشاليهات التي يقطنون بها لفترة التسعينيات، حيث تعرف هشاشة كبيرة فهي موشكة على الانهيار، كما أن الثقوب المتواجدة بأسطح البيوت أصبحت المدخل الرئيسي لمياه الأمطار، إضافة إلى الحالة الكارثية التي تشهدها طرقات الحي، بسبب شدة درجة الاهتراء التي لحقت بها، فهي عبارة عن خنادق وأوحال منتشرة بكثرة، وحفر مليئة بمياه الأمطار، وغبار يتطاير في الصيف، هذه الوضعية أنهكت السكان، نتيجة المصاريف الضخمة التي يصرفونها لاستصلاح مركباتهم بسبب التعطلات التي تمسها، ناهيك عن الكم الهائل من النفايات التي أصبحت تشكل خطرا كبير يهدّد صحة القاطنين بالمنطقة، بسبب الروائح الكريهة والغازات السامة المنبعثة منها، مما أدى إلى ظهور الجرذان والثعابين التي تدخل بيوتهم عبر فتوحات الحمام، كما تشاء ومن دون استئذان، جاعلة من هذه البيوت وكرا لها. وقد ذكر القاطنون بأنهم لجأوا مرارا وتكرار إلى السلطات المسؤولة، حتى تقوم بعملية ترحيلهم لكن من دون جدوى، ما عدا تلك الوعود الخيالية، بأنهم سوف يرحلون في اقرب الآجال لكن من دون أي رد فعلي يطبق في الواقع، فعلى حد تعبيرهم، فإنهم منذ ترحليهم في زلزال 2003 لم يروا النور، لهذا يطالب السكان، بضرورة التعجيل في تسوية وضعيتهم والقيام بترحيلهم في اقرب الآجال قبل أن تؤول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه. ومن جهة أخرى، اتصلت "السياسي" بالمسؤول الأول عن البلدية، للاستفسار عن انشغالات المواطنين، لكن لم يتم الرد لأسباب نجهلها.