كشف وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية التابعة للمجلس الرئاسي المعترف به دوليا فتحي باشاغا أن الجزائر تتعاون مع حكومة الوفاق ودول أخرى بما يشكل تحالفا موحدا في الموقف، وقال باشاغا في مؤتمر صحفي عقده الخميس في تونس أن "هناك تعاوناً كبيراً مع تركياوتونسوالجزائر، وسنكون في حلف واحد". وحذر وزير الداخلية الليبي من أن سقوط العاصمة الليبية طرابلس، والتي يهددها اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالاقتحام عبر عملية عسكرية "سينعكس سلباً على دول الجوار، وهو جزء من مشروع يهدد استقرار شمال إفريقيا"، وأعلن "حكومة الوفاق ستطلب من تركيا رسمياً دعمنا عسكرياً، وهذا سيكون موجهاً لقوات المرتزقة التابعة لحفتر، والتي قدمت قواعد ومطارات لدول أجنبية"، مشدداً على أن "الوضع الميداني في ليبيا سيتغير"، ورحب في المقابل "بأي مبادرة تكون جامعة لكل الليبيين، وتحت رعاية الأممالمتحدة نحن ندعم أي حل سياسي للأزمة". وتأتي تصريحات المسؤول الليبي بعد يوم واحد من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أهمية الموقف الجزائري في علاقته بالأزمة الليبية ، وقال أردوغان أمس الأربعاء خلال زيارته إلى تونس تمسكه بمشاركة الجزائر، إضافة إلى تونس وقطر في اجتماع برلين المرتقب حول الأزمة في ليبيا ، معتبرا أن " التطورات السلبية في ليبيا لا تقتصر عليها، وإنما تطال دول الجوار، وعلى رأسها تونس، الذي أكد أنه سيكون لها إسهامات قيمة للغاية وبناءة في جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا، وعدم مشاركة تونسوالجزائر وقطر في مشاورات برلين هو بمثابة النقص في المشاورات بحكم معرفتهم للمنطقة وبالوضع السياسي والاجتماعي في ليبيا "، وأكد الرئيس التركي أنه تحدث مع رئيس الوزراء البريطاني والمستشارة الألمانية والرئيس الروسي بخصوص ضرورة مشاركة الجزائروتونس. وكان الرئيس أردوغان يعلق على استبعاد ألمانيا حتى الآن لكل من الجزائروتونس من مؤتمر برلين، مشيرا إلى أن ذلك يصب في صالح المشير خليفة حفتر كطرف غير شرعي وليس معترف به دوليا ويريد الاستفادة من الوضع الحالي . وتعلن الجزائر منذ فترة عن موقف يدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ، وفي مارس الماضي اعترضت الجزائر رسميا على قصف حفتر للعاصمة طرابلس، وقال وزير الخارجية صبري بوقدوم إن الجزائر ترفض أن يتم قصف أية عاصمة عربية، وخلال حفل أدائه اليمين الدستورية ، قال الرئيس عبد المجيد تبون إن الجزائر تتمسك بحماية وحدة ليبيا، وأكد أن الجزائر يجب أن تكون شريكة في أي مسار لحل الأزمة، على خلفية استبعاد الجزائر من مؤتمر برلين المقرر لاحقا حول ليبيا وقال إن " الجزائر لن تقبل أبدا أن يتم إبعادها عن أي حل في ليبيا" ، مصيفا "نحن معنيون باستقرار ليبيا أحب من حب وكره من كره"، ودعا تبون "جميع الليبيين إلى تجاوز خلافاتهم التي تحول دون تحقيق وحدة ليبيا التي يجب أن تظل موحدة" .