تحولت العديد من الصفحات والمجموعات الخاصة بمنطقة سطيف وما جاورها الناشطة عبر منصات ووسائط التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة إلى منبر حقيقي للرفع من مستوى الوعي لدى المواطنين بشأن فيروس كورونا. وستمكنت بعض هذه الصفحات والمجموعات التي تعرف أكبر نسبة انخراط لسكان سطيف من مختلف الشرائح والأعمار لاسيما منهم فئة النساء من إثبات تحملها لمسؤوليتها المجتمعية من خلال الحث على ضرورة الامتثال للقواعد و الإجراءات الوقائية و لاحترازية. ويشكل البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى من خلال هاشتاغ حملة إلكترونية) أقعد في دارك (أمكث في منزلك) أكثر الشعارات التي رفعتها هذه الصفحات خلال اليومين الأخيرين باعتبارها منهجا مثاليا وفعالا للحد من انتشار هذه الجائحة والوسيلة الآمنة للحفاظ على صحة المواطنين. فقد أصبح المتجول عبر شوارع وأزقة سطيف لاسيما بوسط المدينة وبالقرب من المركز التجاري بارك مول على طول نهج جيش التحرير الوطني يلاحظ خلوها من الحركة سواء بالنسبة للراجلين أو المركبات خلافا لما عرفته قبل يومين فقط. وأرجع العديد هذا الوعي في مواجهة فيروس كورونا (كوفيد-19) إلى حملات التوعية التي أطلقتها العديد من صفحات و مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الفيديوهات ...التي استطاعت إيصال الرسالة.و في هذا الصدد اعترفت نبيلة (40 سنة) وهي إحدى المتصفحات المداومات لصفحة صوت سطيف بالقول لم أكن أعي خطورة بقائي مطولا خارج المنزل إلا بعد أن شاهدت فيديو عبر هذه الصفحة حول كيفية انتشار الفيروس وطرق الإصابة بالعدوى مما جعلني ألزم البقاء في المنزل و مغادرته إلا في حالات الضرورة القصوى فقط لاسيما وأنني ماكثة في البيت. وأضافت ذات المتحدثة، ظننت بأنني سأكون في منأى عن هذا الفيروس الذي بات حديث العالم غير أن الفيديوهات التوضيحية التي اطلعت عليها عبر صفحات التواصل الاجتماعي جعلتني أتعامل مع الوضع بشكل جدي. وأردفت لقد تعلمت من خلال هذه الصفحات بأن الوقاية هي الأساس وأنه من الضروري على كل مواطن التعامل مع الوضع و كأن الجميع حامل للفيروس مما سيحتم على الجميع تطبيق التباعد الاجتماعي و تفادي الاحتكاك. فيما تحدثت ليلى، عن اللوم الشديد الذي تلقته من طرف مشتركات معها في منتدى السطايفيات وهي إحدى المجموعات الفايسبوكية المخصصة للنساء فقط يتم فيها تبادل الأفكار والآراء في مواضيع مختلفة بسبب نشرها لصور بمعية أفراد أسرتها وهم في نزهة عائلية خلال عطلة نهاية الأسبوع بغابة الزنادية (شمال سطيف). وقالت لقد استغربت في البداية ردود فعل هؤلاء المشتركات، لكنها بدت لي فيما جد منطقية لاسيما بعد أن علقت لي إحدى السيدات بالقول بأن عدم الالتزام بالحجر الذاتي يعد أسرع وسيلة لانتشار الجائحة. وحسب ذات المتحدثة، فقد وفرت منصات التواصل الاجتماعي مساحات واسعة للحديث عن هذا الفيروس، وكذلك عما يتم اتخاذه من تدابير وقائية لتفادي تفشيه بين المواطنين مما جعل هذه الأخيرة تجد صدى أكبر وسط المجتمع. واعتبرت بالمناسبة، بأن محاصرة فيروس كورونا (كوفيد -19) ومحاربة تفشيه بالمنطقة يعد مسؤولية مشتركة ويحتاج إلى وعي كبير وتضافر جهود الجميع لاسيما المواطن الذي يعتبر أهم حلقة في هذه العملية. فيما تحدث جلال الدين (26 سنة)، وهو طالب ماستر تخصص إعلام آلي عن دور مواقع التواصل الاجتماعي في إبراز و تعريف العالم بالتجربة الحازمة التي اعتمدتها الصين في محاصرة فيروس كورونا (كوفيد -19). ودعا جلال الدين بالمناسبة، إلى الاقتداء بهذه التجربة لاسيما ما تعلق بدرجة وعي الشعب في مجال تنفيذ الإجراءات الوقائية كغسل اليدين بشكل مستمر وارتداء الملابس الخاصة والحرص على نظافة المكان وغيرها. و يجري حاليا، تنفيذ عديد التدابير الوقائية الاحترازية الخاصة بمواجهة تفشي هذا الفيروس على غرار الغلق المؤقت لعديد المرافق الثقافية و الترفيهية المستقطبة للجمهور كحديقة التسلية ومدينة الألعاب و قاعات الحفلات والحمامات المعدنية والأسواق الأسبوعية و سوق بيع السيارات. وتم بالمناسبة، تنصيب خلية أزمة تضم عديد القطاعات على غرار الصحة و السكان و الدرك والأمن الوطنيين والعدل والتجارة والجمارك، قصد وضع نظام للوقاية والمتابعة خاص بمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).