ضرورة تعزيز الاحترافية لضمان تحول مستدام لوسائل الإعلام أكد مختصون ومهنيون بقطاع الصحافة إن هذا القطاع غني في الجزائر بالنظر لتنوعه غير أنه يمكن أن يستفيد من +تعزيز احترافيته+ حتى يواكب التحولات الراهنة. وأوضح الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافيين، كمال عمراني ان قطاع الاعلام يمر عبر +مرحلة استثنائية+ بفعل البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للوصول إلى +أليات معترف بها عالميا+ في ما يخص حرية الصحافة و حرية الممارسة النقابية. و ذكر في هذا الاطار إن حرية الصحافة +لا يمكن عزلها+ عن الوضع الاجتماعي للصحافيين الذين يتواجدون للأسف في +وضعية كارثية+ (حتى و إن لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للجميع)، مشيرا إن عدد كبير منهم يعانون من مشاكل التصريح بالضمان الاجتماعي أو من ضعف الراتب أو حتى فقدان المنصب. وفي حديثه عن الاصلاحات التي باشرها وزير الاتصال فيما يخص الصحافة الالكترونية، أوضح عمراني +نحن الأن في بداية هذه الورشات+ جائحة كوفيد-19 عطلت الورشة، مذكرا أن تنظيم هذا النوع من الصحافة كان احدى مطالبهم. +يجب وضع الأليات القانونية لتأطير هذا النوع الجديد من التعبير الصحفي+، يقول السيد عمراني الذي دعا السلطات العمومية إلى النظر في وضعية الصحافيين المتواجدين في وضعية صعبة. أما الاخصائي في وسائل الاعلام، العيد زغلامي فتأسف بدوره لبقاء الصحافة +رهينة الريع الاشهاري والتسيير البيروقراطي+ الذي من شأنه عرقلة تطورها. وقال أن جهود كبيرة تبذل حاليا غير أنها تبقى +بعيدة عن تطلعات+ مهنيو القطاع، مؤكدا ان +أثار النظام السابق+ لاتزال قائمة. كما أكد على ضرورة تحسين المحتويات التي بالرغم من كثرتها تبقى بعيدة عن معايير الجودة والاحترافية. ودعا في الإطار ذاته إلى احترام اخلاقيات المهنة وتشجيع الحس المهني في الحرفة، مبرزا ضرورة انخراط وسائل الاعلام في هذا التحول من خلال ادماج مختلف الوسائط الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي لضمان بقائهم. من جهته، قال جمال معافة وهو مسؤول لموقع اخباري الكتروني +ألجيري اينفو+ عشية الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة +3 ماي+، إن قطاع الاعلام حقق +الكثير من التقدم+ إلا أنه لا يزال يعاني من بعض النقائق. وإذ اعتبر إن التعدد في الحقل الاعلامي +مكسب جد مهم+، أكد المتحدث على أهمية الاحترافية في القطاع. وتأسف في هذا الإطار يقول +نشهد في الأيام الأخيرة، سيما في بعض البرامج السمعية البصرية، انتاجات بمحتوى مؤسف تدوس على أبسط القواعد للمهنة+، مشيرا لغياب الجودة بالرغم من كثرة البرامج. كما دعا إلى احداث اصلاحات +عميقة+ لوسائل الاعلام للتوصل إلى الاحترافية، مضيفا ان هناك تغيرات في جميع انحاء العالم مما يتطلب التأقلم لمواكبة هذه التحولات. وفي تطرقه لهذا التحول لوسائل الاعلام، أبرز المتحدث نفسه التوجه الجديد المتمثل في كثرة وسائل الاعلام الالكترونية، مشيرا إن كثرة الصحف نحو 150 صحيفة لا تعكس حقيقة هذه التغيرات. وبخصوص قطاع السمعي البصري، اعتبر معافة صحفي سابق بالتلفزة الوطنية ومسؤول لقناة تلفزيونية خاصة إن هذا +الانفتاح قد فشل+، مشيرا إلى أهمية اعادة النظر في هذا الملف من خلال التشاور ومن خلال ادراج المحترفين بالنظر للمكانة الاستراتيجية لهذا القطاع بالنسبة للبلاد.