شرع أحد المستثمرين الخواص بالشلف بالتنسيق مع محافظة الغابات في غرس، كتجربة نموذجية، شجرة الأرقان بمنطقة الشط ببلدية الكريمية (30 كلم جنوب شرق عاصمة الولاية) في بادرة يرجى منها تثمين وتطوير هذه الشعبة في المناطق الشمالية للبلاد.وتعد هذه العملية، التي انطلقت مؤخرا بغرس زهاء 200 شجيرة، تجربة أولى لمعرفة مدى تأقلم هذه الشجرة بجنوب ولاية الشلف، حيث يهدف القائمون على هذا المشروع إلى تطوير الشعبة لما لها من فوائد اقتصادية وتجارية وكذا المساهمة في تنويع المنتجات الفلاحية بالمنطقة.واستنادا للمستثمر بن حليمة صلواتشي، فإن فكرة الاستثمار في شعبة الأرقان جاءت بالنظر لاهتمام الشركات العالمية بها وتزايد الطلب عليها، لاسيما أنها تستعمل في استخراج الزيوت وتحضير مواد التجميل ، بالإضافة إلى نجاح بعض التجارب التي قام بها في مستثمرته على بعض من أنواع الأشجار والزراعات النادرة والجديدة بالمنطقة. وبعدما قرر الاستثمار في شعبة الأرقان، تقرب بن حليمة، من محافظة الغابات بالشلف طلبا للمساعدة فيما يخص الشتلات والتوجيهات والإرشادات التقنية المتعلقة بمراحل نمو هذه الشجرة، وهو الطلب الذي لقي - حسبه - كل التشجيع والدعم من ذات المصالح . ووفقا للمستثمر فقد كللت هذه التجربة النموذجية بنتائج طيبة بعد مرور أزيد من شهر عن غرس أولى الشتلات، حيث تحظى بالمتابعة الدورية والتقنية من طرفه شخصيا وبالتنسيق مع خبراء محافظة الغابات على أمل نجاح التجربة وتوسيعها إلى مختلف المناطق خاصة الجبلية منها. واعتمد هذا المستثمر على نظام السقي بالتقطير، فضلا عن تقنيات التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة وهو ما سمح باستغنائه عن التسميد الكيماوي والمحافظة على القيم الغذائية الطبيعة لمنتجاته الفلاحية عموما وثمار الأرقان بالخصوص مستقبلا. من جانبها، ثمنت مصالح الغابات ممثلة في المكلف بالإعلام، محمد بوغالية، هذه التجربة النموذجية لزراعة الأرقان والتي تعد من كبرى التجارب المندرجة ضمن مسعى ذات المصالح لتثمين وتطوير هذه الشعبة. واعتبر بو غالية أن هذه العملية تتمة لتجارب أولى تمت سابقا بمحافظة الغابات خلال سنة 2002 أين تم غرس خمس شتلات، وهو ما سمح بجني ثمارها وتكثيفها والمواصلة في هذا المسعى من خلال عمليات غرس أخرى ما بين 2010 إلى 2016، ثم غرس 60 شتلة بإحدى المحيطات الفلاحية المتاخمة لعاصمة الولاية السنة الفارطة، وصولا إلى هذه العملية التي تعد الأكبر ب 200 شتلة بمنطقة الشط ببلدية الكريمية. وقال أن هذه التجربة النموذجية أعطت حسب خبراء المحافظة نتائج طيبة وهو ما يفتح الباب للاستثمار في هذه الشعبة مستقبلا، خاصة في ظل التوصيات المنبثقة عن الورشة الوطنية حول شجرة الأرقان التي نظمت بأدرار في سبتمبر من السنة الفارطة، والتي تدعو وتشجع للاهتمام بشعبة الأرقان لما لها من بعد إيجابي في تطوير الاقتصاد الوطني. بدوره، أكّد عبد الحكيم جعبوط، مفتش رئيسي للغابات، على ضرورة الاهتمام بشجرة الأرقان وتوسيع غراستها إلى جميع الولايات الشمالية التي يسمح مناخها بتأقلمها ونجاحها ، مثمنا توجه مستثمرين خواص نحو هذه الشعبة الجديدة وقيد التجارب بولاية الشلف. ولفت في هذا الإطار إلى قيام مصالحه بزيارة دوريا مستثمرة صلواتشي، للوقوف على كل مراحل نمو الشجرة ورؤية مدى تأقلمها في المناطق الجنوبية الشرقية للولاية ومقارنتها بالنتائج والتقارير المعدّة سابقا عن التجارب الأولى بالمناطق الشمالية والوسطى.