حذّر كل من الاتحاد العام التجار والحرفيين وفيدرالية المستهلكين المواطن من مغبة اقتناء مواد لصناعة الحلويات منتهية الصلاحية تغزو الأسواق هذه الأيام مع اقتراب موعد عيد الفطر، وتباع على وجه الخصوص في الأسواق الفوضوية، حيث حمّل اتحاد التجار والحرفيين مسؤولية انتشار هذه المواد، التي تستخدم في صناعة الحلويات، إلى سلطات العمومية بالدرجة أولى لغياب المراقبة، وإلى تجار الجملة الذين استغلوا هذا الظرف وسوّقوا هذه المواد منتهية الصلاحية. أطنان من مواد صناعة الحلويات منتهية الصلاحية تروّج في الأسواق والرقابة غائبة
أكد الحاج الطاهر بولنوار، الناطق العام لاتحاد التجار والحرفيين، بأن الأسواق الفوضوية أغرقت بالمواد التي تستخدم في صناعة الحلويات منتهية الصلاحية، حيث أصبحت تباع في كل مكان فوق الأرصفة وأمام المحلات مغتنمين بذلك اقتراب موعد عيد الفطر، حيث يعلم التجار بأن العائلات الجزائرية لا تستطيع الاستغناء عن صنع الحلويات ومع المبلغ الزهيد الذي تباع به هذه المواد تترك المواطن يقتني منها كميات كبيرة ويضيف المتحدث بأن الغياب التام للسلطات المحلية التي تعمل على تهميش المواطن بطريقة غير مباشرة بواسطة عدم المراقبة، شجّع على انتشار هذه المواد منتهية الصلاحية، ألا وهي الأسواق الموازية التي بدورها تنشر السموم آخرها المواد التي تستعمل في صناعة الحلويات، مضيفا أن هذه المواد الفاسدة تباع جهارا نهارا دون أي رادع وفي العديد من الأمكنة من أرصفة، أمام مداخل العمارات، الكثير من الطرقات التي حوّلت إلى أسواق فوضوية تنتشر فيها المواد الفاسدة خاصة منتهية الصلاحية. أسعار مخفضة تسيّل لعاب السيدات وأوضح الحاج الطاهر بولنوار بأن الأسعار المنخفضة هي سبب تهافت المواطنين وخاصة السيدات على مواد صناعة الحلويات منتهية الصلاحية والتي تكون أقل ثمنا، وأضاف المتحدث أن المستهلك الجزائري يتلاعب بصحته رغم أنه مدمن على التبذير على مختلف أنواع المأكولات التي دائما ما يكون مصيرها سلة المهملات، كما بيّن المتحدث بأن عملية التبذير من بين الأسباب التي تعمل على رفع الأسعار، فعندما يكون الطلب على المنتوج بكثرة، فإن سعره حتما سيعرف ارتفاعا، فكلما كان التبذير كبيرا كان التهاب الأسعار أكبر وفي كلامه عن نسبة التبذير، أشار الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين بأنها قد وصلت إلى نسبة 10بالمئة في المواد الغذائية خلال شهر رمضان فقط والتي تعتبر جد عالية مقارنة بالأيام العادية، حيث يقوم المستهلك بالتبذير في شهر الرحمة أضعاف ما يبذر في باقي أيام السنة، وفي هذا الاتجاه، بيّن المتحدث بأنه لا يوجد تبذير واضح بخصوص الملابس التي يقتنيها المواطن خلال فترة العيد، لأن ثمن الملابس جد غالٍ عكس المواد الغذائية. تجار الجملة في الأسواق الموازية وراء انتشار مواد صناعة الحلويات الفاسدة أشار زكي حريزي، رئيس الفيدرالية الجزائرية لحماية المستهلك بأن المواد التي تصنع منها الحلويات منتهية الصلاحية، والتي تعج بها الأسواق الموازية تدخل إلى هذه الأمكنة بواسطة تجار الجملة، إذ أنهم يعلمون كل العلم بأن هذه المواد قريب أجل صلاحيتها، فيعمدون إلى جلبها وينقصون نصف ثمنها مما يغري كثيرا المستهلك، ومن جهته، حمّل المتحدث المواطن الذي يقوم باقتناء هذه المواد الفاسدة مسؤولية انتشارها بكثرة لأنه دائما ما يعطي لنفسه تلك التبريرات بأنه لن يصاب بأي مكروه عند تناول هذه المواد الفاسدة من منطلق المثل الشعبي ليما يقتولش يسمن، وبيّن رئيس فبدرالية المستهلكين الجزائريين أن العائلات الجزائرية في مثل هذه المناسبات تدخل ضمن ما يسمى بالكرم، مما يؤدي بهم إلى الإسراف في الأكل خاصة في رمضان وأيام العيد ما يؤدي إلى العديد من حالات المرض وشدّد حريزي على السلطات المعنية بأن تحارب هذه الظواهر التي تهدّد سلامة المواطن وبأن تردعهم بوضع قوانين صارمة لوقف بيع هذه المواد منتهية الصلاحية والفاسدة. المواد منتهية الصلاحية.. السبب رقم واحد للتسممات أكد بوزيد أعراب، طبيب عام، في اتصال لالسياسي بأن معظم حالات التسمم تكون المواد الفاسدة ومنتهية الصلاحية التي تعرض بأسواق، حيث تم تسجيل العديد من الحالات التي كان معظم ضحاياها من الشباب الذين يتناولون أغذية في بيئة غير صحية خلال شهر رمضان، إذ يعتمد التجار على مثل هذه المواد الفاسدة، والتي لا تكلفهم الكثير من النقود لكنها تعود عليهم بالفائدة، وقد حذّر بوزيد العائلات من اقتناء المواد التي تصنع منها الحلويات التي تكون مدة صلاحيتها قد انتهت أو شارفت على الإنتهاء واختبار النوعية الجيّدة لعدم الوقوع فيما لا يحمد عقباه وتجنّب التسممات التي تعتبر المواد الفاسدة السبب الأول لها