بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية غينيا بيساو    السيد بوغالي يتحادث مع رئيس برلمان غانا    زروقي: الدولة تولي أهمية قصوى لتجسيد مشاريع المواصلات لفك العزلة عن المناطق الحدودية    السيد حيداوي يشيد بدور الكشافة الإسلامية الجزائرية في ترسيخ القيم الوطنية    إطلاق مخطط مروري جديد في 5 فبراير المقبل بمدينة البليدة    توقيف شخص بثّ فيديو مخلّ بالحياء في منصات التواصل الاجتماعي    الثلوج تغلق 6 طرق وطنية وولائية    معسكر: الشهيد شريط علي شريف… نموذج في الصمود والتحدي والوفاء للوطن    إنتاج صيدلاني : حاجي يستقبل ممثلين عن الشركاء الإجتماعيين ومهنيي القطاع    أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن يومي الجمعة و السبت    ميناء الجزائر: فتح أربعة مكاتب لصرف العملة الصعبة بالمحطة البحرية للمسافرين "قريبا"    دورة "الزيبان" الوطنية للدراجات الهوائية ببسكرة : 88 دراجا على خط الانطلاق    فلسطين: الاحتلال الصهيوني يحول الضفة الغربية إلى سجن مفتوح بوضع عشرات البوابات الحديدية    فايد يؤكد أهمية تعزيز القدرات الإحصائية من خلال تحديث أدوات جمع البيانات وتحليلها    اللجنة الاستشارية ل"أونروا" تطالب الكيان الصهيوني بتعليق تنفيذ التشريع الذي يحد من عمليات الوكالة في فلسطين المحتلة    رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: شهر من الإنجازات الدبلوماسية لصالح إفريقيا والقضايا العادلة    كرة القدم/الرابطة الأولى "موبيليس": مباراة "مفخخة" للمتصدرواتحاد الجزائر في مهمة التدارك ببجاية    فلسطين: غوتيريش يطالب بإجلاء 2500 طفل فلسطيني من غزة "فورا" لتلقي العلاج الطبي    انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الامة المنتخبين: قبول 21 ملف تصريح بالترشح لغاية مساء يوم الخميس    السوبرانو الجزائرية آمال إبراهيم جلول تبدع في أداء "قصيد الحب" بأوبرا الجزائر    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي السابق بوكالة الأنباء الجزائرية محمد بكير    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    اتفاقية تعاون مع جامعة وهران 2    بوغالي في أكرا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    الأونروا مهددة بالغلق    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    عبادات مستحبة في شهر شعبان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا تستدرج الفتيات نحو شبكات الإجرام بالخارج
الزواج بالصورة و«الفايس بوك» ..خيوط الخدع الجديدة

يعتبر وهم الزواج خارج الوطن النافذة المضمونة التي تتسلل من خلالها عصابات الإجرام إلى قلب كل فتاة في مجتمعنا، مهما كان مستواها الاجتماعي والعلمي، ليتم استدراجها نحو المجهول بحجة أو خدعة الاقتران الوهمي الذي سرعان ما يتحول إلى مستنقع لتعاطي الرذيلة والإجرام.
ولعل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي على غرار «الفايس بوك» و«التويتر» و«السكايب» كوسائل اتصال أتاحت الفرصة وسهّلت لهذه الشبكات اصطياد فرائسهن في مياه افتراضية عكرة عن طريق ربطهن بشبكات أصدقاء على النت، فكثيرا ما سمعنا عما يسمى بزواج «الفايس بوك» أو الانترنت بصفة عامة، وهي كلها تصب في خانة التعارف الافتراضي والثقة العمياء التي قد تنخدع بها الفتاة في أول الأمر عن طريق الأقارب والجيران وتنتهي بمأساة حقيقية تعيشها في آخر المطاف.
ويبقى هوس الثراء والاستقرار في إحدى المدن الأوروبية هو سراب ثلة من الفتيات الجزائريات اللائي قرّرن تطليق العيش في الوطن الأم بمجرد ظفر إحداهن ب«عريس لقطة» قد يكون جسر العبور إلى جنة أوروبا المزعومة التي باتت هاجس الكثيرات منهن حتى وإن كلف ذلك التضحية بالمبادئ والأخلاق التي تتنصل منها غالبيتهن خصوصا اللائي تشبثن بالزواج من مغترب فقط، لكن هنا تنطبق مقولة «الدخول إلى الحمام ليس كالخروج منه» سيما وأن عديد المغتربات وجدن أنفسهن ضمن عالم الدعارة والشبكات الإجرامية فور التحاقهن بالضفة الأخرى من المتوسط، حيث انخرطن في عالم الانحلال الخلقي وبيع الضمائر بمباركة تنظيمات أو بالأحرى شبكات تسعى جاهدة لتعبيد الطريق أمامهن للوصول إلى الضفة الأخرى، خصوصا وأن عروض الزواج من المغتربين أصبحت تترآى لك في كل مكان وأمام الملأ في المناسبات، حافلات النقل، ومختلف الأماكن العمومية الأخرى التي باتت بورصة زواج عن بعد يتحكم في أسهمها عارضون تبنوا دور الوسيط الذي يبارك قران ما بين الضفتين، وهي الظاهرة التي انتشرت مؤخرا بشكل ملفت.
«السياسي» فتحت الطابو ونقلت قصصا من الواقع أغرب من الخيال وشهادات لنساء يروين كيفية استدراجهن تحت عبارة الزواج، لتنتهي حياتهن بمجرد موافقتهن على ذلك.
عائدات من الجحيم يروين قصص تورطهن
التقت السياسي» بإحدى الضحايا اللائي تجرعن مرارة توهمهن بزواج من مغترب تقدم لطلب يدها بشكل رسمي، «نفيسة. ن»، انتهى بها المطاف بين أحضان نصّاب أودعها عالما لم تكن قد فكرت به قط، وجعلها فريسة بين ذئاب بشرية، هذا الذي ادعى في الأمس القريب حين تقدم لخطبتها على انه فارس أحلامها المستقبلي، حيث فتحت لنا المتحدثة قلبها وكشفت عن أسرارها وما كانت تتحمله من عذاب وندم طوق جل حياتها بغية نصح الفتيات المقبلات على مثل هذا الاقتران غير مضمون العواقب، قائلة بالعامية «نحكي قصتي باش ما يتهفوش غيري كيما هفوني»، كما التقينا أيضا أثناء إعداد هذا الملف بالعديد من الحالات التي كانت فيها بعض الفتيات ضحية توهمهن بزواج يخرجهن من الظلام إلى النور، كما اعتقد اغلبهن في أول الأمر.
«نصيحتي للبنات أن يحذّرن من مثل هكذا زواج»
«بدأت قصتي مع إحدى جارتي التي تعتبر من بين اعز صدقاتي اللائي تربيت معهن، حيث كنت اروي لها أمنياتي بالزواج من مغترب، والعيش في أوروبا، كي لا أطيل عليكم، في احد الأيام من صائفة 2009، جاءت صديقتي تحمل خبرا سارا، وقالت أن إحدى قريباتها، لديها أخ في فرنسا يريد الزواج «ببنت بلادو» سرعان ما تقبلت الفكرة وتم التعرف بيني وبين هذا الشاب الذي رأيت فيه فارس أحلامي، للعلم، فإن هذا الشاب من نفس ولايتي أي غيلزان، فقام أبي بالتحري عن عائلته ومشت الأمور عادية جدا إلى أن تزوجت به، وبعد وصولي إلى فرنسا بستة أشهر، بدأ هذا «النصّاب» يبدي لي انه في وضعية غير حسنة، وان لديه مشاكل، وبدأ يقوم بإخراجي رفقة أصدقائه الغرباء عني، ويقول لي ان هذا الشيء عادي في فرنسا، وأصبحوا يحتسون الخمر وغير ذلك أمامي، ويقومون بتصرفات لا تتماشى مع تقاليدنا وحتى مع القيم في المجتمعات الغربية، وعندما رفضت هذه الوضعية، قال لي أن أصبر على تصرفات احد أصدقائه الذي يدين له بالعديد من المال، من اجل اجتياز هذه المرحلة، سرعان ما عاد إليّ عقلي، واكتشفت أن تلك المجموعة، هي أصلا تمارس هذا العمل مع العديد من البنات ليس المقبلات من الجزائر، بل أيضا الوافدات من عديد الدول، والقبول بالواقع المعيش، اتصلت بأمي، بصعوبة، لان هذا الوغد بدأ يغلق عليّ جميع منافذ الاتصال مع أمي في غليزان، وهي بدورها فتحت الموضوع مع والدي ونصحوني بالتوجه إلى الشرطة لتقديم شكوى ضد هذه المجموعة، تردّدت في أول الأمر، لكن شجعتني إحدى جاراتي وهي مغتربة تونسية التي قدّمت لي يد العون وقالت لي: لو أنكم اتيتمونا وسألتمونا عن هذا الشخص الذي نملك الكثير عنه، لكن الشيء الذي طمأنني انه تقدم للزواج بي بشكل رسمي وهذا لم يفسح المجال للشك في نواياه الخبيثة، لكن هذه كانت اكبر أكذوبة حيث أصبح يدعوني للقيام بأفعال غير أخلاقية مادمت احمل اسمه، لأقوم بكل ما يطلبه مني، هذا باختصار شديد بعض ما عشته ولا أريد أن أبوح بأكثر من ذلك، بمساعدة جارتي رجعت إلى غليزان، وكأنني هربت من كابوس كبير نحو الجنة، وقد قامت السلطات هناك بالقبض عليهم واكتشفت في الأخير، أنني كنت وسط شبكة تحترف الدعارة، وقد سترني الله بحفظه، والتقيت بالكثير من البنات اللواتي تورطن عن طريق «الفايس بوك» وشبكات الانترنت».
ما هي نصيحتك اليوم للفتيات؟
«نصيحتي للفتيات ما يتلقوش ما في يديهم ويتبعوا واش في الغار، لقد دمرت حياتي بعدما كنت على وشك إنهاء دراستي الجامعية، وهذا كله بسبب وهم الغربة والهجرة والبحث عن حياة أفضل والثقة العمياء في صديقتي، وفي النهاية، قامت عائلة هذا الشاب بالتبرىء منه لانه وسّخ اسم عائلتي وعائلته من اجل النقود فقط، لقد كنت غبية جدا عندما قبلت بهذا العرض، لكن ندمت في الأخير حينما لا ينفع الندم».
مغتربة: «هناك تنظيمات تنشط داخل الوطن لاصطياد الفتيات»
المغتربة «ز. ز»، التي استقرت بفرنسا منذ ما يقارب الخمس سنوات، أكدت أن شبكات الدعارة التي احتلت أولى المراتب والشبكات الإجرامية بصفة أقل تشهد حركية غير مسبوقة في البلدان الأوروبية عموما، خصوصا وأن العديد امتهنوا النشاط غير الشرعي والترويج له بالوسائل غير الشرعية وحتى الشرعية منها لتحقيق أهدافهم الخاصة التي تشجّع على عالم الفسق، الإنحلال الخلقي وبيع الضمائر، وأشارت المتحدثة إلى أن زواج الجزائرية من مغترب أصبح من بين أهم الطرق التي تشجّع على انتشار هذه الظاهرة، وكشفت أن الكثير من الفتيات وجدن أنفسهن ينشطن ضمن شبكات الدعارة، وكشفت المغتربة في هذا الإطار أن أسباب هجرة عديد الفتيات تنحصر في الزواج، الإستقرار، العمل، مواصلة الدراسة وغيرها، غير أن البعض من الفتيات يجدن أنفسهن منخرطات ضمن شبكات الدعارة على مضض ويجدن أنفسهن متورطات في التوقيع على شيكات ووثائق مختلفة لإجبارهن فيما بعد على دفع كل ديونهن غداة الوصول إلى الضفة الأخرى التي تدفعها الكثير منهن بعد انخراطهن في عالم الدعارة وإجبارهن على التعايش مع هذا العالم من طرف التنظيمات التي عبّدت لهن الطريق للوصول إلى أوروبا، وفي هذا السياق، أكدت المغتربة أن التنظيمات التي تسهّل هجرة الفتيات تنشط في الوطن الأم وتباشر مختلف الإجراءات من داخل الجزائر لتتمكن المغتربة في أوروبا من العيش بصفة قانونية.
«بعد سنتين من الزواج في كندا.. أصبحت عاملة في ملهى ليلي»
أما زهيدة، ابنة ال24 سنة، خريجة جامعية، فكانت ضحية زواج مفتعل من مغترب قصتها بدأت حينما عرضت عليها صديقتها الزواج من مغترب يعيش في كندا، التقت شقيقته صدفة على متن حافلة نقل المسافرين حيث عرضت على صديقتها قبول العرض بما أن المعني بالأمر يتمتع بمستوى تعليمي ومادي مغر وعائلته تقطن في قلب العاصمة، وبما أن صديقتها كانت مخطوبة لمغترب في ألمانيا وأخفت خطوبتها ردت على طلب العارضة بالرفض بحجة أن أهلها يرفضون تزويج ابنتهم لمغترب، غير أنها استدلتهم على ابنة خالتها المزعومة، الفتاة قبلت بالعرض دون أدنى تفكير وسمحت لعائلة المغترب بزيارة أهلها ثم استكملت مراسيم الزواج وإجراءات السفر، وبعد فترة معينة، تمكّنت من السفر إلى كندا رفقة عريسها للإستقرار هناك، غير أن الفتاة تفاجأت بنمط عيش المغترب الذي لا يمت إلى مجتمعنا بصلة، وبمرور سنتين على زواجهما، وجدت الزوجة نفسها تعمل في أحد الملاهي الليلية التي تشجّع على المجون والانحلال الخلقي الذي أصبح ثاني عالم لها بمباركة زوجها.
«أمستردام أدخلتني عالم الدعارة من بابه الواسع»
أحلام التي تبلغ من العمر 22 سنة، تبخرت أحلامها بعد سنتين من زواجها بمغترب، حكايتها بدأت عندما عرضت عليها امرأة الزواج من أخيها المغترب بهولندا وكان أول لقاء جمعهما في حفل خطوبة جارتها التي أخذت لها صورة تذكارية أثناء الحفل، بحجة أنها سترسل الصورة لأخيها، ثم عرضت على الفتاة بعد ذلك الدردشة مع الخطيب عبر تقنيتي «السكايب» و«الفايس بوك» بحجة التعارف قبل الزواج لتتطور الأمور أكثر بعد أن اعتادا على جلسات حميمية افتراضية جمعت ضفة شمال البحر الأبيض بجنوبها، توجت بعلاقة واقعية انتهت بعقد قران شرعي، إلى هنا تبقى قصة أحلام عادية إلى أن انتقلت إلى العيش في أمستردام التي حولت أحلامها الوردية إلى كوابيس بعد أن كشفت حقيقة زوجها الذي أحالها إلى عالم الانحراف من بابه الواسع، حينما بدأ يصطحبها إلى سهراته الماجنة التي كانت ترفضها في كل مرة إلى أن رضخت للأمر الواقع وأصبحت عرضة للاستفزازات وتحرشات أصدقائه انتهت بولوجها شبكة دعارة برعاية نصّاب ادعى في أول لقاء جمعهما على انه رجل ناجح، يملك شقة فاخرة في وسط مدينة أمستردام، كما انه يزاول عمله كمدير عام لشركة خاصة في ذات المدينة، لتكتشف أحلام أن هذا الشخص ليس سوى سكير ماجن يتزعم شبكة دعارة كانت هي ضحية خيط من خيوطها داخل الوطن.
بن براهم: «هناك شبكات تستهدف الفتيات تحت قناع الزواج»
أكدت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم أن ظاهرة زواج الفتيات من مغتربين والتي تتحول إلى استدراجهن نحو عالم الدعارة هي ظاهرة جديدة انتشرت مؤخرا بشكل ملفت، نتيجة رواج زواج الأنترنت، وعللت بالقول «أنا مصدومة من عديد قضايا الطلاق الذي أنتجته هذه الظاهرة بما أن هذا الزواج في الأصل مبني على الخداع سيما وأن الطرفين يجهلان بعضهما البعض فيشرع أحدهما في التفاخر على الآخر، وبعد الزواج تكتشف الحقيقة ومرارة الحياة»، وأشارت المحامية إلى تواجد شبكات في الخارج تقترح على رجال مهمة اصطحاب الفتيات من الجزائر وهذا الأخير هو في الأصل رئيس شبكة دعارة ينضوي تحت لوائه عمال في هذا المجال بحيث يعمدون إلى إرسال طلبات أو عروض زواج تضم بعض تفاصيل العارضين كرجل يبلغ من العمر 50 سنة، يقطن بسويسرا ويتكفل المراسل المتواجد بالوطن الأم بتشغيل نساء،رجال وعجائز وفق «كاتالوغ» وتتم العملية عن طريق الصور، وحسب نفس المحامية، فإن هذه الشبكات تستهدف فتيات الثانويات، الجامعات والعاملات، ففي أغلب الأحيان تلقى الفتاة عرض زواج من امرأة تدّعي بأن الراغب في الزواج هو قريبها «ناس ملاح وووو..» ثم يشرع في تبادل الصور والاتصالات، مضيفة أن أتباع هذه الشبكات يساعدون الفتاة في الوصول إلى الضفة الأخرى وتمنح لها حتى تأشيرة السفر غير أن الفتاة لن تجد هناك فارس أحلامها بل تجد نفسها بين أحضان خمّار ومدمن عاطل عن العمل، لا يمتلك حتى بيت يقول لها «أخدمي على شرك» في البداية يحضر لها صديقه ثم تتطور الأمور لتصبح دعارة علنية، تضيف ذات المحامية.
«العدالة لا يمكنها فعل أي شيء بما أن الزواج مبني على رضا الطرفين»
وأفصحت المحامية بن براهم بأن القانون يجد نفسه عاجزا أمام هذه الحالات بما أن هذا الزواج مبني على رضا الطرفين ويضم كل أركان الزواج، وعلى لسان «السياسي» وجّهت المحامية رسالتها للفتيات قائلة «ماكانش خير من زواج تاع زمان، ألبس قدّك وعاشر من ندّك وعرف لي يعرف قيمة بوك وجدك».
احترافية الأمن تطيح بشبكة دولية للدعارة تمتد خيوطها إلى الكويت والكونغو
لعل احترافية مصالح الأمن قد ضيّقت الخناق أمام هذه الشبكات التي لا تعترف بالحدود الجغرافية، ولا يهمها سوى المادة الخام لتنفيذ مخططاتها، وما أقدمت عليه مصالح الأمن الوطني منذ أشهر من الآن من خلال الإطاحة بالشبكة الدولية المتخصّصة في تصوير الأفلام الإباحية والتي امتدت خيوطها حتى خارج الوطن حيث مسّت فيها ليلى الطرابلسي، حرم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، والتي يقودها الفرنسي جون ميشال باروش الذي ادعى على انه ينشط في وكالة سياحة وغيرها، وتمكّنت «السياسي» من الحصول على تفاصيل دقيقة حول هذه الشبكة حيث تورط في فضيحة أخلاقية، بعد إنشائه لوكر للدعارة والانحلال الخلقي، استغلت فيها قاصرات، 20 فتاة، تتراوح أعمارهن ما بين 16 و20 سنة، في استديو مزود بتقنيات تصوير حديثة، يقوم من خلالها بالقيام بعمليات جنسية غير أخلاقية بمبالغ مالية مغرية، وبعد حصول مصالح الأمن على المعلومات الكافية حول الموضوع قامت بمداهمة فجائية، تنفيذا لأمر وكيل الجمهورية، تم توقيف المتهم بمعية قاصرات، بعد أن أوهمهن بالزواج على الورق، وبمبالغة مغرية مقابل تعرضهن لأفعال مخلة بالحياء وممارسات جنسية فضيعة تصورها كاميرات مثبتة في أماكن غير مكشوفة من اجل تنفيذ مخططه، والذي كان الرعية الفرنسي يسعى من خلاله إلى إنتاج أفلام خليعة بغية بيعها في السوق الفرنسية المتخصّصة للترويج لهذا النوع من الأفلام، كما تم حجز عتاد حديث جدا من كاميرات للتصوير وأجهزة الكترونية أخرى، ليحول على مصلحة الأمن ووضعه رهن القيد تحت النظر، رفقة 18 متهمين آخرين، على غرار أطباء وإمام وحارس ومسؤولين سامين وقابلتين، في التحقيق الأولي لمصالح الأمن في هذه القضية.
وحسب بعض النتائج الأولية التي توصلت إليها فرقة التحقيق المتخصّص في الجريمة الالكترونية التي أرسلتها القيادة العامة للأمن الجزائري إلى مدينة عنابة لمسرح الجريمة، فإن المتهم الرئيسي باروش قد يكون على علاقة مباشرة بجهات إسرائيلية متخصّصة في الأفلام الإباحية بغرض الجوسسة، خاصة بالنظر إلى نوعية تلك الشخصيات الإسرائيلية التي كشفت عنها الرسائل الالكترونية المتبادلة، وتظهر إحدى الرسائل الالكترونية الموجّهة لشخص يوجد بفرنسا يطلب صورا عن مدينة عنابة، والشخصيات المتعاونة مع الشبكة، إضافة إلى إرساليات موجّهة إلى أشخاص مقيمين في تل أبيب، تحمل رموزا يشتغل المحقّقون على فكها، بالإضافة إلى فك كل ما تختزنه الأجهزة المحجوزة من أجهزة إعلام آلي وهواتف «الآي فون» وغيرها. وتؤكد التحقيقات مع الرعية الفرنسي المتورط الأول في القضية، علاقته برئيس وزراء فرنسي سابق لم يتم تحديد هويته. وتظهر بعض الصور التي تم العثور عليها في ذاكرة إحدى الأجهزة، الرعية الفرنسي إلى جانب شخصيات سياسية ودبلوماسية معروفة من دول أوروبية وأمريكية وأخرى إفريقية وعربية. وكشفت التحقيقات عن الأماكن والدول التي أسّس فيها باروش شركات وهمية تنشط في مجال السياحة وهي الكويت ومالي وتونس وجمهورية الكونغو، وكانت آخر محطة له، هي مدينة جربة التونسية التي كان ينشط فيها تحت غطاء التنمية السياحية بإيعاز وحماية من عائلة الطرابلسي قبل أن يغادرها هاربا إلى الجزائر قبل الإطاحة بنظام بن علي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.